الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( و ) يكره ( ترك تهجد اعتاده ) من غير ضرورة ( والله أعلم ) لخبر { يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه } رواه الشيخان ويسن أن لا يخل بصلاة الليل ، وإن قلت كما في المجموع ، وأن يكثر فيه من الدعاء والاستغفار ، ونصفه الأخير آكد وأفضله عند السحر ، وأن يوقظ من يطمع في تهجده حيث لا ضرر ويسن كما في المجموع أن ينوي الشخص القيام عند النوم ، وأن يمسح المتيقظ النوم عن وجهه ، وأن ينظر إلى السماء وأن يقرأ { إن في خلق السموات والأرض } إلى آخرها . وأن يفتتح تهجده بركعتين خفيفتين ، وإطالة القيام أفضل من تكثير الركعات ، وأن ينام من نعس في صلاته حتى يذهب نومه ولا يعتاد منه إلا ما يظن إدامته عليه ، ويتأكد إكثار الدعاء والاستغفار في جميع الليل والنهار ، ونصف الليل الأخير آكد ، وعند السحر أفضل .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : لخبر يا عبد الله ) الخطاب لعبد الله بن عمرو بن العاص ، وقوله مثل فلان أراد به عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ( قوله : ويسن أن لا يخل بصلاة الليل ) أي أن لا يتركها ( قوله : أن ينوي الشخص القيام ) أي للتهجد ( قوله : عند النوم ) أي حيث جوزه ، فإن قطع بعدم قيامه عادة فلا معنى لنيته . ( قوله : وأن ينظر إلى السماء ) ظاهره ولو أعمى وتحت سقف ، ولعل وجهه إن صح أن في ذلك الفعل من الأعمى ونحوه تذكرا لعجائب السماء وما فيها فيدفع بذلك الشيطان عنه ( قوله : وأن يقرأ { إن في خلق السموات والأرض } إلخ ) أي الواقعة في آل عمران .

                                                                                                                            وانظر ما المراد بالآخر هل هو السورة أو الآية والظاهر الثاني ، ثم رأيت في التبيان للنووي ومثله في الأذكار للنووي وعبارته : ويستحب أن يقرأ إذا استيقظ من النوم كل ليلة آخر آل عمران من قوله تعالى { إن في خلق السموات والأرض } إلى آخرها ، فقد ثبت في الصحيحين { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ خواتيم آل عمران إذا استيقظ } . ( قوله : وإطالة القيام فيها ) أي صلاة الليل ( قوله : وأن ينام من نعس في صلاته ) ومثل الصلاة غيرها من الطاعات كقراءة القرآن ونحوه ، وقوله نعس قال في المصباح : بابه قتل والاسم النعاس .




                                                                                                                            الخدمات العلمية