الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ الشرط ] الرابع أنه إجماع بشرط انقراض العصر ; لأنه لا يبعد مع ذلك أن يكون السكوت لا عن رضا . وبه قال أبو علي الجبائي ، وأحمد في رواية ، ونقله ابن فورك في كتابه عن أكثر أصحابنا ، مثل أبي بكر ، وأبي إسحاق ، وغيرهم . وقال : إنه الصحيح . [ ص: 463 ] ونقله الأستاذ أبو طاهر البغدادي عن الحذاق من أصحابنا . واختاره ابن القطان . قال : لأنه يجوز أن يكون له فيه رأي . فيجب أن يعلم أن العصر إذا انقرض ، ولم يخالفوا ، أن ذلك حق ، واختاره البندنيجي أيضا ، وكذا الروياني في أول البحر " ، بشرط في هذا الذي ذكرناه انقراض العصر عليه ، حتى يحكم بكونه حجة قطعا وإجماعا ، فإن رجع أحدهم صح رجوعه ، وعد خلافه خلافا . وقال الرافعي : إنه أصح الأوجه عند الأصحاب . وقال الشيخ في اللمع " : إنه المذهب . قال : فأما ما قبل الانقراض ، ففيه طريقان : أحدهما : أنه ليس بحجة قطعا . والثانية : على وجهين . وكلام القاضي في التقريب " صريح في أن القائلين بهذا هم المشترطون انقراض العصر في الإجماع .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية