الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تنبيه : مفهوم قوله ( وإذا ولد السقط لأكثر من أربعة أشهر غسل وصلي عليه ) أنه لو ولد لدون أربعة أشهر : أنه لا يغسل ولا يصلى عليه ، وهو صحيح وهو المذهب ، وهو ظاهر كلامه في المحرر ، والوجيز ، وغيرهما وقدمه في الفروع ، ومجمع البحرين قال في الفصول : لم يجز أن يصلى عليه وجزم به في النظم ، وناظم المفردات فقال :

بعد أربع الشهور سقط يغسل وصلي ولو لم يستهل نقلوا

وعنه متى بان فيه خلق الإنسان غسل وصلي عليه .

[ واختاره أبو بكر في التنبيه ، وابن أبي موسى ] وجزم به في ، الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة والبلغة ، والتلخيص ، وقال : وقد ضبطه بعض الأصحاب : بأربعة أشهر ; لأنها مظنة الحياة وقدمه ابن تميم [ ص: 505 ]

فوائد . إحداها : يستحب تسمية هذا المولود نص عليه واختاره الخلال وغيره وقدمه في الفروع ، وعنه لا يسمى إلا بعد أربعة أشهر . نقله الجماعة عن الإمام أحمد قال القاضي وغيره : لأنه لا يبعث قبلها ، وقال القاضي في المعتمد : يبعث قبلها . وقال : هو ظاهر كلام الإمام أحمد قال الشيخ تقي الدين : وهو قول كثير من الفقهاء ، وقال في نهاية المبتدئ : لا يقطع بإعادته وعدمها كالجماد ، وقال في الفصول : لا يجوز أن يصلى عليه كالعلقة ، لأنه لا يعاد ولا يحاسب . الثانية : يستحب تسمية من لم يستهل أيضا ، وإن جهل ذكر أم أنثى ؟ سمي باسم صالح لهما ، كطلحة وهبة الله . الثالثة : لو كان السقط من كافر فإن حكم بإسلامه فكمسلم ، وإلا فلا ، ونقل حنبل : يصلى على كل مولود يولد على الفطرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية