الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1657 - ( 8 ) - حديث : { أن بريرة أعتقت ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم ، فاختارت نفسها ، ولو كان حرا لم يخيرها }. النسائي ، وابن حبان ، والطحاوي ، وابن حزم ، من حديث عائشة بهذا ، قال الطحاوي : يحتمل أن يكون من كلام عروة ، قلت : وقع التصريح بذلك في سنن النسائي .

وقال ابن حزم : يحتمل أن يكون من كلام عائشة أو من دونها ، والتخيير ثابت في الصحيحين من حديث عائشة أيضا من طرق ، وفي الطبقات لابن سعد ، عن عبد الوهاب بن عطاء ، [ ص: 364 ] عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي : { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبريرة : لما عتقت وقد عتق بضعك معك : فاختاري }. هذا مرسل ووصله الدارقطني من طريق أبان بن صالح ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة . قوله : وكان زوجها على ما روي عن عائشة ، وابن عمر ، وابن عباس عبدا ، أما رواية عائشة فرواها مسلم من حديث عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عنها ، وعنده ، وعند النسائي من طريق يزيد بن رومان ، عن عروة ، عنها : كان زوج بريرة عبدا ، وقد اختلف فيه على عائشة ، فروى الأسود بن يزيد عنها ، أنه كان حرا ، قال إبراهيم بن أبي طالب : خالف الأسود الناس ، وقال البخاري : هو من قول الحكم ، وقول ابن عباس : إنه كان عبدا أصح . وقال البيهقي : روينا عن القاسم ، وعروة ، ومجاهد ، وعمرة كلهم ، عن عائشة أنه ، كان عبدا .

وروى شعبة ، عن عبد الرحمن بن القاسم أنه قال : ما أدري أحر أم عبد ؟ ورواه البيهقي ، عن سماك ، عن عبد الرحمن بن القاسم فقال : كان عبدا ، وكذا رواه أسامة بن زيد ، عن القاسم ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم { قال لها : إن شئت أن تثوي تحت العبد }قال المنذري : روي عن الأسود أنه قال : كان عبدا فاختلف فيه عليه ، مع أن بعضهم يقول قوله : كان حرا من قول إبراهيم ، وقيل : من قول الحكم ، وأما رواية ابن عمر : فرواها الدارقطني والبيهقي من حديث نافع ، عن ابن عمر [ ص: 365 ] قال : كان زوج بريرة عبدا ، وفي إسناده ابن أبي ليلى ، وقد رواه البيهقي من رواية نافع ، عن صفية بنت أبي عبيد ، وإسناده أصح ، وهو في النسائي أيضا ، وأما رواية ابن عباس فرواها البخاري من رواية القاسم بن محمد عنه : " أن زوج بريرة كان عبدا يقال له : مغيث ، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي " . - الحديث - ورواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والطبراني ، وفي رواية للترمذي : { أن زوج بريرة كان عبدا أسودا لبني المغيرة يوم أعتقت }.

1658 - ( 9 ) - حديث : " أن زوج بريرة كان يطوف خلفها ويبكي " . الحديث . أحمد ، والبخاري ، وغيرهما من حديث ابن عباس ، وقد تقدم .

1659 - ( 10 ) - حديث : أنه { قال لبريرة : إن كان قربك فلا خيار لك }. أبو داود عن عائشة بهذا ، والبزار من وجه آخر عنها . قوله : وعن حفصة مثل ذلك .

مالك في الموطأ ، عن ابن شهاب ، عن عروة : أن مولاة لبني عدي يقال لها : زبراء أخبرته أنها كانت تحت عبد ، وهي أمة نوبية فعتقت ، قالت : فأرسلت إلي حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فدعتني [ ص: 366 ] فقالت إني مخبرتك خبرا ولا أحب أن تصنعي شيئا ، إن أمرك بيدك ما لم يمسك زوجك . قالت ففارقته .

التالي السابق


الخدمات العلمية