الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 305 ] أثر القصص القرآني في التربية والتهذيب

مما لا شك فيه أن القصة المحكمة الدقيقة تطرق المسامع بشغف - وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة ويسر ، وتسترسل مع سياقها المشاعر لا تمل ولا تكل ، ويرتاد العقل عناصرها فيجني من حقولها الأزاهير والثمار .

والدروس التلقينية والإلقائية تورث الملل ، ولا تستطيع الناشئة أن تتابعها وتستوعب عناصرها إلا بصعوبة وشدة . وإلى أمد قصير . ولذا كان الأسلوب القصصي أجدى نفعا ، وأكثر فائدة .

والمعهود -حتى في حياة الطفولة- أن يميل الطفل إلى سماع الحكاية ، ويصغي إلى رواية القصة ، وتعي ذاكرته ما يروى له ، فيحاكيه ويقصه .

هذه الظاهرة الفطرية النفسية ينبغي للمربين أن يفيدوا منها في مجالات التعليم ، لا سيما التهذيب الديني ، الذي هو لب التعليم ، وقوام التوجيه فيه .

وفي القصص القرآني تربة خصبة تساعد المربين على النجاح في مهمتهم ، وتمدهم بزاد تهذيبي ، من سيرة النبيين ، وأخبار الماضين وسنة الله في حياة المجتمعات ، وأحوال الأمم . ولا تقول في ذلك إلا حقا وصدقا .

ويستطيع المربي أن يصوغ القصة القرآنية بالأسلوب الذي يلائم المستوى الفكري للمتعلمين ، في كل مرحلة من مراحل التعليم . وقد نجحت مجموعة القصص الديني للأستاذين " سيد قطب ، والسحار " في تقديم زاد مفيد نافع لصغارنا نجاحا معدوم النظير ، كما قدم " الجارم " القصص القرآني في أسلوب أدبي بليغ أعلى مستوى ، وأكثر تحليلا وعمقا ، وحبذا لو نهج آخرون هذا النهج التربوي السديد .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية