الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14311 6232 - (14721) - (3 \ 345 - 346) عن أبي الزبير : أنه سأل جابرا عن الورود ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس ، فيدعى بالأمم بأوثانها وما كانت تعبد ، الأول فالأول ، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك ،

[ ص: 136 ] فيقول : ما تنتظرون ; فيقولون : ننتظر ربنا ، فيقول : أنا ربكم . فيقولون : حتى ننظر إليه . قال : فيتجلى لهم وهو يضحك ، ويعطى كل إنسان منهم ; منافق ، ومؤمن ، نورا ، وتغشاه ظلمة ، ثم يتبعونه معهم المنافقون ، على جسر جهنم ، فيه كلاليب وحسك ، يأخذون من شاء ، ثم يطفأ نور المنافقين ، وينجو المؤمنون ، فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر ، سبعون ألفا لا يحاسبون ، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ، ثم ذلك حتى تحل الشفاعة ، فيشفعون حتى يخرج من قال : لا إله إلا الله ، ممن في قلبه ميزان شعيرة ، فيجعل بفناء الجنة ، ويجعل أهل الجنة يهريقون عليهم من الماء حتى ينبتون نبات الشيء في السيل ، ويذهب حرقهم ، ثم يسأل الله حتى يجعل له الدنيا وعشرة أمثالها " .


التالي السابق


* قوله : "على كوم " : أي : محل مرتفع .

* "الأول " : - بالجر - على البدل ; أي : بأول الأمم ، ثم بأولهم بعد ذلك ، أو - بالنصب - على الحال ; أي : مترتبين بهذا الترتيب .

* "حتى ننظر إليه " : أي : إلى ربنا ; أي : نعرفه بما عرفناه في الدنيا من دلائل الكبرياء والعظمة .

* "فينجلي لهم " : أي : يظهر لهم بحيث يعرفونه ، وقد سبق تحقيق مثل ذلك في مسند أبي هريرة .

* "وحسك " : بفتحتين - : شوك صلب من حديد .

* "يأخذون " : على بناء الفاعل ; أي : الكلاليب والحسك ، وضمير العقلاء لأنها تأخذ أخذ عاقل مطيع .

* "من شاء " : أي : الله ، ويحتمل أن يكون "يؤخذون" على بناء المفعول ، ويكون "من شاء" بدلا من ضمير يأخذون ، والأول أقرب إلى الخط .

* * *




الخدمات العلمية