الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

وفي هذه السنة عاد المأمون إلى سلغوس ، ووجه ابنه العباس إلى طوانة وأمره ببنائها ، وكان قد وجه الفعلة ، فابتدؤوا في بنائها ميلا في ميل ، وجعل سورها على ثلاثة فراسخ ، وجعل لها أربعة أبواب وجعل على كل باب حصنا ، وكتب إلى البلدان ليفرضوا على كل بلد جماعة ينتقلون إلى طوانة ، وأجرى لهم لكل فارس مائة درهم ، ولكل راجل أربعين درهما .

[ الوفيات ]

وفيها توفي بشر بن غياث المريسي ، وكان يقول بخلق القرآن والإرجاء وغيرهما من البدع .

وفيها دخل كثير من أهل الجبال ، وهمذان ، وأصبهان ، وماسبذان ، وغيرها ، في دين الخرمية ، وتجمعوا ، فعسكروا في عمل همذان ، فوجه إليهم المعتصم العساكر ، وكان فيهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب ، وعقد له على الجبال في شوال ، فسار إليهم ، فأوقع بهم في أعمال همذان ، فقتل منهم ستين ألفا ، وهرب الباقون إلى بلد الروم ، وقرئ كتابه بالفتح يوم التروية .

[ ص: 7 ] وحج بالناس هذه السنة صالح بن العباس بن محمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية