الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        6566 حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن هشام عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض وأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذ فإنما أقطع له قطعة من النار

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب ) كذا للأكثر بغير ترجمة وحذفه ابن بطال والنسفي والإسماعيلي ، وأضاف ابن بطال حديث أم سلمة للباب الذي قبله ، وتعلقه به ظاهر جدا لدلالته على أن حكم الحاكم لا يحل ما حرمه الله ورسوله ولنهيه عن أخذه إذا كان يعلم أنه في نفس الأمر لغريمه ، وعلى الأول هو كالفصل من الباب الذي قبله وإنما أفرده لأنه يشمل الحكم المذكور وغيره ، وسيأتي شرحه مستوفى في كتاب الأحكام إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        وقوله : " سفيان " هو الثوري ، وقوله : " عن هشام " هو ابن عروة ، ووقع في رواية أبي داود عن محمد بن كثير شيخ البخاري فيه " حدثنا سفيان حدثنا هشام " وقوله عن عروة وقع في رواية أبي داود " عن أبيه " وقوله عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة هي أمها ، ووقع في شرح ابن بطال حديث زينب فأوهم أنه من مسندها على ما جرت به عادته من الاقتصار على صحابي الحديث .

                                                                                                                                                                                                        قول ( إنما أنا بشر ) أي كواحد من البشر في عدم علم الغيب ، وقوله : " ولعل " هي هنا بمعنى عسى ، وقوله : " ألحن " تقدم في المظالم بلفظ : " أبلغ " وهو بمعناه لأنه من لحن بمعنى فطن وزنه ومعناه ، والمراد أنه إذا كان أفطن كان قادرا على أن يكون أبلغ في حجته من الآخر .

                                                                                                                                                                                                        وقوله : " على نحو ما أسمع " في رواية الكشميهني : " ما أسمع " وهي موصولة . وقوله : " من أخيه " أي من حق أخيه ، وثبت كذلك في الطريق الآتي في الأحكام ، وقوله : " فلا يأخذ " كذا للأكثر بحذف المفعول و للكشميهني : " فلا يأخذه " وقوله : " فإنما أقطع له قطعة من النار " أي إن أخذها مع علمه بأنها حرام عليه دخل النار .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية