الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عصيان منكجور قرابة الأفشين

لما فرغ الأفشين من بابك وعاد إلى سامرا ، استعمل على أذربيجان ، وكان عامله منكجور ، وهو من أقاربه ، فوجد في بعض قرى بابك مالا عظيما ، ولم يعلم به المعتصم ، ولا الأفشين ، فكتب صاحب البريد إلى المعتصم ، وكتب منكجور يكذبه ، فتناظرا ، فهم منكجور ليقتله ، فمنعه أهل أردبيل ، فقاتلهم منكجور .

وبلغ ذلك المعتصم ، فأمر الأفشين بعزل منكجور ، فوجه قائدا في عسكر ضخم ، فلما بلغ منكجور الخبر خلع الطاعة ، وجمع الصعاليك ، وخرج من أردبيل ، فواقعه القائد ، فهزمه ، وسار إلى حصن من حصون أذربيجان التي كان بابك خربها ، فبناه ، وأصلحه ، وتحصن فيه ، فبقي به شهرا .

ثم وثب به أصحابه ، فأسلموه إلى ذلك القائد ، فقدم به إلى سامرا ، فحبسه المعتصم ، واتهم الأفشين في أمره ، وكان قدومه سنة خمس وعشرين ومائتين ، [ ص: 59 ] وقيل إن ذلك القائد ( الذي أنفذ إلى منكجور ) كان بغا الكبير ، وإن منكجور خرج إليه بأمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية