الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12785 ( وحدثنا ) أبو منصور المظفر بن محمد بن أحمد العلوي - رحمه الله ، أنبأ علي بن عبد الرحمن بن ماتي ، ثنا أحمد بن حازم الغفاري ، ثنا ثابت بن محمد الكناني ، ثنا الحارث بن النعمان الليثي ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: اللهم أحيني مسكينا ، وأمتني مسكينا ، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة ، فقالت عائشة - رضي الله عنها: ولم يا رسول الله ؟ قال: لأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا يا عائشة ، لا تردي المسكين ولو بشق تمرة يا عائشة ، أحبي المساكين وقربيهم ، فإن الله يقربك يوم القيامة . قال أصحابنا فقد استعاذ من الفقر ، وسأل المسكنة ، وقد كان له بعض الكفاية ( يدل على ) أن المسكين من له بعض الكفاية . ( قال الشيخ ) : قد روي في حديث شيبان ، عن قتادة ، عن ( أنس ، عن ) النبي - صلى الله عليه وسلم: أنه استعاذ من المسكنة والفقر ، فلا يجوز أن تكون استعاذته من الحال التي شرفها في أخبار كثيرة ، ولا من الحال التي سأل أن يحيى ويمات عليها ، ولا يجوز أن يكون مسألته مخالفة لما مات - صلى الله عليه وسلم - عليه ؛ فقد مات مكفيا بما أفاء الله تعالى عليه ، ووجه هذه الأحاديث عندي والله أعلم أنه استعاذ من فتنة الفقر والمسكنة ، الذين يرجع معناهما إلى القلة كما استعاذ من فتنة الغنى .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية