الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( دوا ) ( هـ ) في حديث أم زرع كل داء له داء أي كل عيب يكون في الرجال فهو فيه . فجعلت العيب داء . وقولها " له داء " خبر لـ " كل " . ويحتمل أن يكون صفة لـ " داء " و " داء " الثانية خبر لـ " كل " أي كل داء فيه بليغ متناه ، كما يقال : إن هذا الفرس فرس .

                                                          ( هـ س ) ومنه الحديث وأي داء أدوى من البخل أي أي عيب أقبح منه : والصواب أدوأ بالهمز ، وموضعه أول الباب ، ولكن هكذا يروى ، إلا أن يجعل من باب دوي يدوى دوى فهو دو : إذا هلك بمرض باطن .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث العلاء بن الحضرمي لا داء ولا خبثة هو العيب الباطن في السلعة الذي لم يطلع عليه المشتري .

                                                          ( س ) وفيه إن الخمر داء وليست بدواء استعمل لفظ الداء في الإثم كما استعمله في العيب .

                                                          ( هـ ) ومنه قوله دب إليكم داء الأمم قبلكم ، البغضاء والحسد فنقل الداء من الأجسام [ ص: 143 ] إلى المعاني ، ومن أمر الدنيا إلى أمر الآخرة . وقال : وليست بدواء وإن كان فيها دواء من بعض الأمراض ، على التغليب والمبالغة في الذم . وهذا كما نقل الرقوب ، والمفلس ، والصرعة . وغيرها لضرب من التمثيل والتخييل .

                                                          وفي حديث علي إلى مرعى وبي ومشرب دوي أي فيه داء ، وهو منسوب إلى دو ، من دوي بالكسر يدوى .

                                                          ( س ) وفي حديث جهيش وكأين قطعنا إليك من دوية سربخ الدو : الصحراء التي لا نبات بها ، والدوية منسوبة إليها ، وقد تبدل من إحدى الواوين ألف ، فيقال : داوية على غير قياس ، نحو طائي في النسب إلى طي .

                                                          وفي حديث الإيمان نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول الدوي : صوت ليس بالعالي ، كصوت النحل ونحوه .

                                                          ومنه خطبة الحجاج :

                                                          قد لفها الليل بعصلبي أروع خراج من الداوي

                                                          يعني الفلوات ، جمع داوية ، أراد أنه صاحب أسفار ورحل ، فهو لا يزال يخرج من الفلوات ويحتمل أن يكون أراد به أنه بصير بالفلوات فلا يشتبه عليه شيء منها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية