الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              أما الثاني ، وهو تصوره : فدليل تصوره وجوده ، فقد وجدنا الأمة مجمعة على أن الصلوات خمس ، وأن صوم رمضان واجب ، وكيف يمتنع تصوره والأمة كلهم متعبدون باتباع النصوص والأدلة القاطعة ومعرضون للعقاب بمخالفتها ؟ فكما لا يمتنع اجتماعهم على الأكل والشرب لتوافق الدواعي فكذلك على اتباع الحق واتقاء النار . فإن قيل : الأمة مع كثرتها واختلاف دواعيها في الاعتراف بالحق والعناد فيه كيف تتفق آراؤها ؟ فذلك محال منها كاتفاقهم على أكل الزبيب مثلا في يوم واحد . قلنا : لا صارف لجميعهم إلى تناول الزبيب خاصة ، ولجميعهم باعث على الاعتراف بالحق ، كيف وقد تصور إطباق اليهود مع كثرتهم على الباطل ، فلم لا يتصور إطباق المسلمين على الحق ؟ والكثرة إنما تؤثر عند تعارض الأشباه والدواعي والصوارف ، ومستند الإجماع في الأكثر نصوص متواترة وأمور معلومة ضرورة بقرائن الأحوال ، والعقلاء كلهم فيه على منهج واحد . نعم هل يتصور الإجماع عن اجتهاد أو قياس ؟ ذلك فيه كلام سيأتي إن شاء الله .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية