الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 451 ] قوله عز وجل : وقال الذين كفروا يعني كفار العرب ، لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه فيه ثلاثة تأويلات :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : التوراة ، والإنجيل ، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : من الأنبياء والكتب ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : من أمر الآخرة ، قاله ابن عيسى . قال ابن جريج : قائل ذلك أبو جهل بن هشام .

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل : بل مكر الليل والنهار فيه خمسة تأويلات :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : معناه بل غركم اختلاف الليل والنهار ، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : بل عملكم من الليل والنهار ، قاله سفيان .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : بل معصية الليل والنهار ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع : بل مر الليل والنهار ، قاله سعيد بن جبير .

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس : بل مكرهم في الليل والنهار ، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                        إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : أشباها ، قاله سعيد بن جبير .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : شركاء ، قاله أبو مالك .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية