الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      الخشوع لله ( وخشية ) ; أي ومن أنواع العبادة الخشية وهي مرادفة للخوف ، قال الله عز وجل : ( فلا تخشوهم واخشون ) ( البقرة : 150 ) وقال تعالى في مدح عباده المؤمنين : ( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ) ( المؤمنون : 57 ) الآيات . وقال تعالى : ( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ) ( المعارج : 27 ) الآيات . [ ص: 450 ] وقال تعالى في شأن كتابه العزيز : ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ) ( الأنعام : 51 ) الآيات . وقال تعالى : ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ) ( طه : 1 - 3 ) وقال تعالى : ( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ) ( يس : 11 ) الآية . وقال تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) ( الزمر : 23 ) الآية . وقال تعالى : ( هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ) ( ق : 33 ) الآيات . وقال تعالى في شأن الساعة : ( إنما أنت منذر من يخشاها ) ( النازعات : 45 ) وقال تعالى : ( فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ) ( الأعلى : 10 ) وغير ذلك من الآيات . وقال تعالى : ( ياأيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) ( لقمان : 33 ) الآية . وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع " ، وفيه عن أبي أمامة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله . وأما الأثران فأثر في سبيل الله ، وأثر فريضة من فرائض الله تعالى " . وقال حديث حسن . وفي الصحيح : " إن أخشاكم وأتقاكم لله أنا " الحديث . [ ص: 451 ] وغير ذلك من الأحاديث .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية