الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      أصوات استأجره واستأجرتا ومنصف كادت متى رسمتا

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "أصوات"، و: "استأجره"، و: "استأجرت"، وعن صاحب: "المنصف"، بحذف ألف "كادت".

      أما "أصوات" ففي "لقمان": إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ، وفي الحجرات: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إن الذين يغضون أصواتهم ، وكان على الناظم أن يستثني لأبي داود الواقع في: "طه"، وهو: وخشعت الأصوات للرحمن ; لأنه لم يذكره في "التنزيل"، ولا أشار إليه.

      وأما "استأجره" و: "استأجرت" ففي "القصص": يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين .

      وأما "كادت" المحذوف "للمنصف" ففيها أيضا: إن كادت لتبدي به ، ولا يخفى أنه لا يندرج فيه: "كاد"، وقوله: "متى رسمت"، تتميم للبيت؛ إذ لم تتعدد مواضع: "كادت"، حتى يحتاج إلى تعميم، [ ص: 121 ] والعمل عندنا على حذف الألف في الألفاظ الأربعة المذكورة في البيت إلا: وخشعت الأصوات في "طه"، فالعمل على إثبات ألفه، وقوله: أصوات واللفظان بعده عطف على ما تقدم، و: "منصف" مبتدأ، و: "كادت" مفعول لفعل محذوف تقديره "حذف" وجملة: "حذف" خبر.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية