الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  28 1 - (حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة لأن الباب يتضمن أحد شطريه.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 199 ] (بيان رجاله) وهم خمسة: الأول: قتيبة على صورة تصغير قتبة بكسر القاف واحدة الأقتاب وهي الأمعاء، قال الصنعاني: وبها سمي الرجل قتيبة، وقال ابن عدي: اسمه يحيى وقتيبة لقب غلب عليه، وقال ابن منده: اسمه علي بن سعيد بن جميل البغلاني منسوب إلى بغلان بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة قرية من قرى بلخ، وقيل: إن جده كان مولى للحجاج بن يوسف، فهو ثقفي مولاهم وكنيته أبو رجاء، روى عن مالك وغيره عن أئمة، وقال الكرماني روى عنه أحمد وأصحاب الكتب الستة. قلت: روى عنه يحيى بن معين وعلي بن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم الحربي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، وروى النسائي وابن ماجه عن رجل عنه، وقال محمد بن بكير البرساني: كان ثبتا صاحب حديث وسنة، وقال الأثرم أثنى عليه أحمد، وقال يحيى والنسائي: ثقة، وكان كثير المال كما كان كثير الحديث، توفي سنة أربعين ومائتين، وقال علي بن محمد السمسار سمعته يقول: ولدت ببلخ يوم الجمعة حين تعالى النهار لست مضين من رجب سنة ثمان وأربعين ومائة، وقال الحاكم في (تاريخ نيسابور) مات في ثاني رمضان.

                                                                                                                                                                                  الثاني: الليث بن سعد.

                                                                                                                                                                                  الثالث: يزيد بن أبي حبيب المصري.

                                                                                                                                                                                  الرابع: أبو الخير مرثد بفتح الميم وبالثاء المثلثة.

                                                                                                                                                                                  الخامس: عبد الله بن عمرو بن العاص وكلهم قد تقدموا.

                                                                                                                                                                                  (بيان لطائف إسناده) منها أن فيه التحديث والعنعنة، ومنها أن رواته كلهم مصريون ما خلا قتيبة، ومنها أن رواته كلهم أئمة أجلاء.

                                                                                                                                                                                  (بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره) قد ذكرنا فيما مضى أنه أخرجه في ثلاثة مواضع وأخرجه مسلم والنسائي أيضا، وأخرجه فيما مضى عن عمرو بن خالد عن ليث عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو، وههنا عن قتيبة عن ليث إلخ بعين هؤلاء ونبه بذلك على المغايرة بين شيخيه اللذين حدثاه عن الليث، وهي تشعر بتكثير الطرق، وقد علم أنه لا يعيد الحديث الواحد في موضعين على صورة واحدة على أنه بوب به هناك على أن الإطعام من الإسلام، وههنا على أن السلام من الإسلام، وقال الكرماني: فإن قلت كان يكفيه أن يقول ثمة أو ههنا باب الإطعام والسلام من الإسلام بأن يدخلهما في سلك واحد ويتم المطلوب. قلت: لعل عمرو بن خالد ذكره في معرض بيان أن الإطعام منه، وقتيبة في بيان أن السلام منه فلذلك ميزهما مضيفا إلى كل راو ما قصده في روايته، وقال بعضهم: هذا ليس بطائل لأنه يبقى السؤال بحاله إذ لا يمتنع معه أن يجمعهما المصنف ولو كان سمعهما مفترقين. قلت: هذا الذي قاله ليس بطائل وهو جواب حسن ويندفع السؤال به، ولو كان المصنف جمعهما لكان تغييرا لما أفرده كل واحد من شيخيه ولم يرد تغيير ذلك; فلذلك ميزهما بالبابين، فافهم، وباقي الكلام ذكرناه فيما مضى مستوفى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية