الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وليقتد بمالك رضي الله عنه فيما أخبرناه أبو القاسم الفراوي بنيسابور‏ ، قال : أنا أبو المعالي الفارسي‏ ، ‏أنا أبو بكر البيهقي الحافظ ، قال‏ : ‏أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال‏ : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ، حدثنا جدي‏ ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال‏ : " كان مالك بن أنس إذا أراد أن يحدث توضأ ، وجلس على صدر فراشه ، وسرح لحيته ، وتمكن في جلوسه بوقار وهيبة ، وحدث‏ " . ‏ فقيل له في ذلك‏ ، فقال‏ : " أحب أن أعظم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أحدث إلا على طهارة متمكنا‏ " . ‏

وكان يكره أن يحدث في الطريق ، أو هو قائم ، أو يستعجل‏ ، وقال‏ : " أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " . ‏

وروي أيضا عنه أنه كان يغتسل لذلك ، ويتبخر ويتطيب ، فإن رفع أحد صوته في مجلسه زبره وقال‏ : قال الله تعالى : ( ‏‏ ‏يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ‏‏ ) فمن رفع صوته عند حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ‏

[ ص: 241 ] وروينا - أو‏ بلغنا - عن‏ ‏محمد بن أحمد بن عبد الله الفقيه أنه قال‏ : " القارئ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام لأحد فإنه يكتب عليه خطيئة‏ " . ‏

ويستحب له مع أهل مجلسه ما ورد عن‏ ‏حبيب بن أبي ثابت‏ ‏أنه قال‏ : " إن من السنة إذا حدث الرجل القوم أن يقبل عليهم جميعا " ، والله أعلم‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية