الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها

                                                                                                                                                                                                        6637 حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد قال سمعت أبا سلمة يقول لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول وأنا كنت لأرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها ) كذا جمع الترجمة بين لفظي الحديثين ، لكن في الترجمة " فلا يخبر " ولفظ الحديث : " فلا يحدث " وهما متقاربان ، وذكر فيه حديثين :

                                                                                                                                                                                                        الأول : قوله : ( عن عبد ربه بن سعيد ) هو الأنصاري أخو يحيى ، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني ) عند مسلم في رواية سفيان عن الزهري عن أبي سلمة : " كنت أرى الرؤيا أعرى منها غير أني لا أزمل " .

                                                                                                                                                                                                        قال النووي : معنى أعرى وهو بضم الهمزة وسكون المهملة وفتح الراء أحم لخوفي من ظاهرها في ظن ، يقال عري بضم أوله وكسر ثانيه مخففا يعرى بفتحتين إذا أصابه عراء بضم ثم فتح ومد وهو نفض الحمى ، ومعنى لا أزمل وهو بزاي وميم ثقيلة أتلفف من برد الحمى ، ووقع مثله عند عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة ولكن قال : " ألقى منها شدة " بدل " أعرى منها " وفي [ ص: 450 ] رواية سفيان عن الزهري " غير أني لا أعار " ، وعند مسلم أيضا من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي سلمة " إن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من جبل " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت أرى الرؤيا ) في رواية المستملي " لأرى " بزيادة اللام ، والأولى أولى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فلا يحدث بها إلا من يحب ) قد تقدم أن الحكمة فيه أنه إذا حدث بالرؤيا الحسنة من لا يحب قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضا وإما حسدا فقد تقع عن تلك الصفة ، أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا ، فأمر بترك تحديث من لا يحب بسبب ذلك .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية