الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14949 6432 - (15374) - (3 \ 408) عن أبي سلمة ، قال : قال نافع بن عبد الحارث : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطا ، فقال لي : "أمسك علي الباب " . فجاء حتى جلس على القف ، ودلى رجليه في البئر ، فضرب الباب ، قلت : من هذا ؟ قال : أبو بكر ، قلت : يا رسول الله ! هذا أبو بكر ، قال : " ائذن له وبشره بالجنة " . قال : فأذنت له وبشرته بالجنة ، قال : فدخل ، فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ، ودلى رجليه في البئر ، ثم ضرب الباب ، فقلت : من هذا ؟ فقال : عمر ، فقلت : يا رسول الله ! هذا عمر . قال : "ائذن له وبشره بالجنة " . قال : فأذنت له ، وبشرته بالجنة ، قال : فدخل ، فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ، ودلى رجليه في البئر ، قال : ثم ضرب الباب ، فقلت : من هذا ؟ قال : عثمان . فقلت : يا رسول الله ! هذا عثمان ، قال : "ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء " ،

[ ص: 253 ] فأذنت له ، وبشرته بالجنة ، فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ، ودلى رجليه في البئر .


التالي السابق


* "حائطا " : أي : بستانا .

* "أمسك علي " : بتشديد الياء - ; أي : احفظه علي حتى لا يدخل علي أحد بلا إذن .

* "فجاء " : أي : رجع من قضاء الحاجة .

* "على القف " : - بضم قاف وتشديد فاء - : حافة البئر ، أو الدكة التي حولها .

* "ودلى " : - بتشديد اللام - : أرسلهما في البئر .

* "فضرب الباب " : على بناء المفعول : دفع الباب .

* "ودلى رجليه " : اقتداء به ، وتأنسا وتجانسا .

* "معها " : أي : مع البشارة أو مع الجنة .

* "بلاء " : والمعية على المعنيين بمجرد الاجتماع في الوجود ، لا لاتحاد الوقت ، ويحتمل أن تكون "مع" للقرب ; إما قرب البلاء من الجنة ، فلأنها كانت عند الموت ، وإما قربها من البشارة ، فلأن الآتي قريب .

* "على القف " : المشهور أنه وجد القف قد ملئ ، فجلس وجاهه ، والله تعالى أعلم .

* * * *




الخدمات العلمية