الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2950 26 - حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني أبو الأسود، عن ابن أبي عياش، واسمه نعمان، عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  لا مطابقة بين الحديث والترجمة بحسب الظاهر، ولكن قال الكرماني، قوله: " بغير حق " أي بغير قسمة حق، واللفظ وإن كان أعم من ذلك لكن خصصناه بالقسمة؛ ليفهم منه الترجمة صريحا.

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن يزيد من الزيادة أبو عبد الرحمن المقري مولى آل عمر بن الخطاب، وأصله من ناحية البصرة، سكن مكة، روى عنه البخاري في غير موضع، وروي عن علي بن المديني عنه في الأحكام، وعن محمد غير منسوب عنه في البيوع، وسعيد بن أبي أيوب الخزاعي المصري، واسم أبي أيوب مقلاص، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وابن أبي عياش اسمه نعمان، وأبو عياش بالعين المهملة، والياء آخر الحروف المشددة، واسمه زيد بن الصلت الزرقي الأنصاري المديني، وخولة بفتح الخاء المعجمة بنت قيس بن فهد بن قيس بن ثعلبة الأنصارية، ويقال لها: خويلة أم محمد، وهي امرأة حمزة بن عبد المطلب. وقيل: إن امرأة حمزة خولة بنت ثامر بالثاء المثلثة الخولانية. وقيل: إن ثامرا لقب لقيس بن فهد قال علي بن المديني: خولة بنت قيس هي خولة بنت ثامر، وقال الترمذي : حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن سعيد المقبري عن أبي الوليد قال: سمعت خولة بنت قيس - وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه، ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار . هذا الحديث حسن صحيح وأبو الوليد اسمه عبيد سنوطا.

                                                                                                                                                                                  قلت: وكذا أخرجه الطبراني من حديث جماعة عن المقبري، وأخرج الإسماعيلي وأبو نعيم والطبراني والحميدي من حديث أبي الأسود، عن ابن أبي عياش، عن خولة بنت ثامر. وقد ذكرنا أن كنية خولة بنت قيس أم محمد، وقال أبو نعيم: ويقال أم حبيبة وصحف ابن منده أم حبيبة بأم صبية، وتلك غير هذه تلك جهينية، وهذه أنصارية من أنفسهم، ووقع للكلاباذي أيضا أن كنيتها أم صبية، وقال الدارقطني لم يرو عن خولة بنت ثامر سوى النعمان بن أبي عياش الزرقي، وذكر أبو عمر الحديث في خولة بنت قيس عن عبيد سنوطا، وبنت ثامر عن النعمان عنها. قوله: " يتخوضون " من الخوض بالمعجمتين، وهو المشي في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه، والتخوض تفعل منه. وقيل: هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أمكن، وباب التفعل فيه التكلف.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية