الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
646 - " إذا رأيتم المداحين؛ فاحثوا في وجوههم التراب " ؛ (حم خد م د ت) ؛ عن المقداد بن الأسود ؛ (طب هب) ؛ عن ابن عمر ؛ (طب)؛ عن ابن عمرو ؛ والحاكم ؛ في الكنى؛ عن أنس ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا رأيتم المداحين) ؛ أي: الذين صناعتهم الثناء على الناس؛ و" المدح" ؛ كما في الصحاح: الثناء الحسن؛ قال التبريزي : من قولهم: " تمدحت الأرض" ؛ إذا اتسعت؛ فكان معنى " مدحته" : وسعته شكرا؛ (فاحثوا في وجوههم التراب) ؛ " الحثو" ؛ في التراب؛ بمنزلة الصب في الماء؛ والمراد زجر المادح؛ والحث على منعه من المدح؛ لإيرائه الغرور والتكبر؛ أو أنه يخيب؛ ولا يعطى؛ أو معناه: أعطوهم قليلا يشبه التراب لقلته؛ وخسته؛ أو اقطعوا ألسنتهم بالمال؛ فإنه شيء حقير كالتراب؛ وهذا يؤذن بذم الاحتراف بالشعر؛ وقيل: لا تؤاخ شاعرا؛ فإنه يمدحك بثمن؛ ويهجوك مجانا؛ قال بعضهم:


الكلب والشاعر في منزل ... فليت أني لم أكن شاعرا

هل هو إلا باسط كفه
... يستطعم الوارد والصادرا؟

[ ص: 363 ] (حم خد م ت؛ عن المقداد ) ؛ بكسر الميم؛ ( ابن الأسود ؛ طب هب؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ (طب؛ عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص؛ ( الحاكم في الكنى) ؛ والألقاب؛ (عن أنس ) ؛ قال الهيتمي: رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح.



الخدمات العلمية