الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
وبعد فإني سوف أنظم جملة من الأدب المأثور عن خير مرشد ( وبعد ) الواو نائبة عن أما ، وأما نائبة عن مهما .

وبعد كلمة يؤتى [ ص: 34 ] بها عند إرادة الانتقال من أسلوب إلى غيره ، أي بعد حمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه رضوان الله عليهم . ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقولها في خطبه ومكاتباته إلى الملوك وغيرهم كما هو معروف ، مثل كتابه إلى قيصر عظيم الروم ، وكسرى عظيم الفرس ، والمقوقس صاحب مصر ، وغيرهم .

وذكر الإمام القاضي علي بن سليمان علاء الدين المرداوي في شرح التحرير أنه نقل إتيانه صلى الله عليه وسلم بأما بعد في خطبه ونحوها خمسة وثلاثون صحابيا . والمشهور أنها ظرف زمان ، وربما استعملت ظرف مكان . وتقطع عن الإضافة فتبنى إذا نوى معنى المضاف إليه ، كقوله تعالى { لله الأمر من قبل ومن بعد } وإذا قطعت عن الإضافة رأسا أعربت كقول الشاعر :

    وساغ لي الشراب وكنت قبلا
أكاد أغص بالماء الفرات

فإن بعد كقبل ، وإن ذكر المضاف إليه أعربت كما إذا حذف ونوى ثبوت لفظه ، كما في قول الشاعر :

ومن قبل نادى كل مولى قرابة     فما عطفت مولى عليه العواطف

بجر قبل لأنه نوى ثبوت لفظه ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية