الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  289 44 - حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن هشام بن عروة ، قال : أخبرني أبي ، قال : أخبرني أبو أيوب ، قال : أخبرني أبي بن كعب ، أنه قال : يا رسول الله ، إذا جامع الرجل المرأة فلم ينزل ؟ قال : يغسل ما مس المرأة منه ، ثم يتوضأ ويصلي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم ستة : الأول : مسدد بن مسرهد ، والثاني يحيى القطان ، والثالث هشام بن عروة ، والرابع أبوه عروة بن الزبير ، أشار إليه بقوله : أخبرني أبي ، وربما يظن ظان أنه أبي بضم الهمزة ، وهو أبي بن كعب ، لكونه ذكر في الإسناد ، والخامس أبو أيوب الأنصاري ، واسمه خالد بن زيد ، والسادس أبي بن كعب .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين . وفيه : الإخبار بصيغة الإفراد في ثلاثة مواضع . وفيه : العنعنة في موضع واحد . وفيه : رواية الصحابي عن الصحابي ، وأبو أيوب يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الطريق بلا واسطة ، وفي هذه الطريق بواسطة ; لأن الطريقين مختلفان في اللفظ والمعنى وإن توافقا في بعض الأحكام مع جواز سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أبي بن كعب ، وذكر الواسطة تكون للتقوية أو لغرض آخر .

                                                                                                                                                                                  ذكر معناه . قوله : " إذا جامع الرجل المرأة " ، ويروى : امرأته . قوله : " ما مس المرأة منه " ، وفي مس ضمير ، وهو فاعله يرجع إلى كلمة " ما " ، ومحلها النصب على أنها مفعول لقوله : يغسل ، أي : يغسل الرجل المذكور العضو الذي مس فرج المرأة من أعضائه . قال الكرماني : فإن قلت : المقصود منه بيان ما أصابه من رطوبة فرج المرأة ، فكيف يدل عليه ، وظاهر أن ما مس المرأة مطلقا من يد ورجل ونحوه لا يجب غسله . قلت : فيه إما إضمار أو كناية ; لأن تقديره : يغسل عضوا مس فرج المرأة ، وهو إطلاق اسم اللازم ، وهو مس المرأة وإرادة الملزوم ، وهو إصابة رطوبة فرجها . قوله : " ثم يتوضأ " ، صريح بتأخير الوضوء عن غسل ما يصيبه منها ، وزاد عبد الرزاق عن الثوري عن هشام : فيه وضوءه للصلاة . قوله : " ويصلي " هو صريح في الدلالة على ترك الغسل من الحديث الذي قبله .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية