الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب السكتة عند الافتتاح

                                                                      777 حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسمعيل عن يونس عن الحسن قال قال سمرة حفظت سكتتين في الصلاة سكتة إذا كبر الإمام حتى يقرأ وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب وسورة عند الركوع قال فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين قال فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبي فصدق سمرة قال أبو داود كذا قال حميد في هذا الحديث وسكتة إذا فرغ من القراءة حدثنا أبو بكر بن خلاد حدثنا خالد بن الحارث عن أشعث عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسكت سكتتين إذا استفتح وإذا فرغ من القراءة كلها فذكر معنى حديث يونس

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن الحسن ) أي البصري الإمام أحد أئمة الهدى والسنة ( سمرة ) بفتح أوله وضم ثانيه ( سكتة إذا كبر ) أي للإحرام ( وسورة ) بالجر عطف على فاتحة الكتاب . والمعنى إذا فرغ من القراءة كلها كما في الرواية الآتية ( قال ) أي الحسن البصري ( فأنكر ذلك ) أي ما حفظه سمرة من السكتتين في الصلاة ( عمران بن حصين ) فاعل أنكر . وعمران بن حصين هذا كان من علماء الصحابة وكانت الملائكة تسلم عليه ، [ ص: 364 ] وهو ممن اعتزل الفتنة ( إلى أبي ) بن كعب الأنصاري الخزرجي سيد القراء ، كتب الوحي وشهد بدرا وما بعدها وقد أمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقرأ عليه رضي الله عنه ، وكان ممن جمع القرآن وله مناقب جمة ( فصدق ) أي أبي ( سمرة ) بالنصب مفعول صدق ، أي صدق أبي سمرة ووافقه وقال : إن سمرة قد حفظ . قال المنذري : وأخرجه ابن ماجه وقد اختلف في سماع الحسن من سمرة انتهى .

                                                                      قلت : قد اختلف في صحة سماعه منه ، فقال شعبة لم يسمع منه شيئا ، وقيل سمع منه حديث العقيقة . وقال البخاري : قال علي ابن المديني : سماع الحسن من سمرة صحيح ، ومن أثبت مقدم على من نفى قاله الشوكاني . ومال في باب ما جاء في السكتتين تحت حديث الحسن عن سمرة : وقد صحح الترمذي حديث الحسن عن سمرة في مواضع من سننه منها حديث نهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة وحديث : جار الدار أحق بدار الجار ، وحديث : لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار ، وحديث : الصلاة الوسطى صلاة العصر ، فكان هذا الحديث على مقتضى تصرفه جديرا بالتصحيح .

                                                                      وقد قال الدارقطني : رواة الحديث كلهم ثقات ، انتهى ( كذا قال حميد في هذا الحديث ) المشار إليه بقوله كذا هو قوله وسكتة إذا فرغ من القراءة . ( عن سمرة بن جندب ) بضم الجيم وسكون النون وضم الدال المهملة وقد يفتح الدال ( إذا استفتح ) أي كبر للإحرام ( فذكر معنى حديث يونس ) أي معنى حديث يونس .




                                                                      الخدمات العلمية