الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                قال البخاري :

                                803 838 - ثنا حبان بن موسى، ثنا عبد الله - هو: ابن المبارك - ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن محمود بن الربيع، عن عتبان، قال: صلينا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلمنا حين سلم.

                                التالي السابق


                                هذا مختصر من حديث عتبان الطويل في إنكاره بصره، وطلبه من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي إلى بيته فيصلي فيه في مكان يتخذه مسجدا، وقد خرجه بتمامه في الباب الذي يلي هذا، عن عبدان ، عن ابن المبارك .

                                وقد خرجه فيما مضى من طريق عقيل ومالك وإبراهيم بن سعد ، عن الزهري - مختصرا ومطولا - وليس في رواياتهم: " فسلمنا حين سلم "، إنما هذه في رواية معمر المخرجة في هذا الباب.

                                وقوله: " سلمنا حين سلم " ظاهره يقتضي أنهم سلموا مع سلامه؛ لأن " الحين " معناه الوقت، فظاهر اللفظ يقتضي أن سلامهم كان في وقت سلامه مقارنا له، وليس هذا هو المراد -والله أعلم- وإنما المراد: أنهم سلموا عقيب سلامه من غير تأخر عنه، وعبر عن ذلك باتحاد الوقت والحين؛ فإن التعاقب شبيه بالتقارن.

                                وهو - أيضا - المراد - والله أعلم - من المروي عن ابن عمر وغيره من السلف في السلام مع الإمام، وأنهم أرادوا بالمعية: التعاقب دون التقارن.



                                الخدمات العلمية