الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            521 - الأمر بخلع النعال في القبور

                                                                                            1420 - أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله النحوي ، ثنا أبو قلابة ، ثنا أبو عاصم ، ثنا الأسود بن شيبان ، ثنا خالد بن سمير ، حدثني بشير بن نهيك ، حدثني بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد ، وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما اسمك ؟ " قال : زحم بن معبد ، فقال : " أنت بشير " فكان اسمه . قال : بينا أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : " يا ابن الخصاصية ما تنقم على الله أصبحت تماشي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " [ ص: 706 ] فقلت : ما أنقم على الله شيئا كل خير فعل بي الله ، فأتى على قبور من المشركين ، فقال : " لقد سبق هؤلاء بخير كثير " ثلاث مرات ، ثم أتى على قبور المسلمين فقال : " لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا " ثلاث مرات ، فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرة ، فإذا هو برجل يمشي بين القبور عليه نعلان فقال : " يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيتيك " فنظر ، فلما عرف الرجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلع نعليه فرمى بهما .

                                                                                            1421 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ إسماعيل بن قتيبة ، ثنا يحيى بن يحيى ، أنبأ وكيع ، عن الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير ، عن بشير بن نهيك ، عن بشير ، مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلا يمشي في نعلين بين القبور فقال : " يا صاحب السبتيتين ألقهما " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . في النوع الذي لا يشتهر الصحابي إلا بتابعيين " .

                                                                                            1422 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، أنبأ نافع بن يزيد ، أخبرني ربيعة بن سيف ، حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا ، فلما رجعنا وحاذينا بابه إذ هو بامرأة لا نظنه عرفها ، فقال : " يا فاطمة من أين جئت ؟ " قالت : جئت من أهل الميت رحمت إليهم ميتهم وعزيتهم . قال : " فلعلك بلغت معهم الكدى ؟ " قالت : معاذ الله أن أبلغ معهم الكدى ، وقد سمعتك تذكر فيه ما تذكر ، قال : " لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يرى جد أبيك " والكدى : المقابر " رواه حيوة بن شريح الحضرمي ، عن ربيعة بن سيف .

                                                                                            [ ص: 707 ] 1423 - حدثناه بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي ، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ، ثنا عبد الله بن يزيد المقري ، ثنا حيوة ، أخبرني ربيعة بن سيف المعافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبصر امرأة منصرفة من جنازة فسألها : " من أين جئت ؟ " فقالت : من تعزية أهل هذا الميت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " والله لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " .

                                                                                            1424 - أخبرني أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ، ثنا أحمد بن عيسى القاضي ، ثنا أبو الوليد ، ومسلم بن إبراهيم ، قالا : ثنا شعبة ، وحدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن بالويه ، ثنا أبو المثنى العنبري ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا يحيى بن سعيد ، ومحمد بن جعفر ، قالا : ثنا شعبة ، عن محمد بن جحادة ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زائرات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج " قال الحاكم : " أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به ، إنما هو باذام ، ولم يحتج به الشيخان لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة ، ووجدت له متابعا من حديث سفيان الثوري في متن الحديث فخرجته " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية