الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15023 6484 - (15449) - (3 \ 417 - 418) عن المطلب بن حنطب ، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ، حدثني أبي ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فأصاب الناس مخمصة ، فاستأذن الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهورهم ، وقالوا : يبلغنا الله به . فلما رأى عمر بن الخطاب أن رسول الله قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهرهم ، قال : يا رسول الله ! كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غدا جياعا رجالا ، ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم ، فتجمعها ، ثم تدعو الله فيها بالبركة ، فإن الله - تبارك وتعالى - سيبلغنا بدعوتك - أو قال : سيبارك لنا في دعوتك - ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ببقايا أزوادهم ، فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك ، وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر ، فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو ، ثم دعا الجيش بأوعيتهم ، فأمرهم أن يحتثوا ، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤوه ، وبقي مثله ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، فقال : " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أني رسول الله ، لا يلقى الله عبد مؤمن بها إلا حجبت عنه النار يوم القيامة " .

[ ص: 310 ]

التالي السابق


[ ص: 310 ] * قوله : "في نحر بعض ظهورهم " : فيه أنه لا ينبغي للعسكر التصرف في أموالهم المتعلقة بأمر الحرب إلا بإذن الإمام .

* "يبلغنا " : من التبليغ ; أي : إلى آخر آجالنا ; أي : يحيينا .

* "قد هم " : وفي رواية البخاري من حديث سلمة بن الأكوع : أنه صلى الله عليه وسلم أذن لهم .

* "جياعا " : جمع جائع ، وكذا "رجالا" جمع راجل ، وهما - بالكسر - .

* "أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم " : أي : يطلب منهم إحضارها لأجلنا .

* "ثم قام فدعا " : وهكذا جاء القيام في حديث سلمة ; كما رواه البخاري في كتاب : الشركة ، وفيه دليل على القيام للدعاء عند الشدة ، والاهتمام بقضاء الحاجة ; كما هو عادة أهل المدينة عند الدعاء للسلطان .

* "فقال : أشهد . . . إلخ " : تنبيها على أنه معجزة .

* * *




الخدمات العلمية