الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حرف الميم

106- الإمام مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه :

هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر أبو عبد الله الأصبحي المدني إمام دار الهجرة وصاحب المذهب ، أخذ القراءة عرضا عن نافع بن أبي نعيم روى القراءة عنه أبو عمرو الأوزاعي ويحيى بن سعيد والحلواني في قول الهذلي ولا يصح .

ولد سنة ثلاث وسبعين ومات سنة تسع وسبعين ومائة للهجرة رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه عن الأئمة خيرا .

انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الثاني ص (35 - 36) تقدم .

[ ص: 694 ] 107- الإمام أبو الكرم الشهرزوري :

هو المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور الأستاذ أبو الكرم الشهرزوري
إمام كبير متقن محقق أحد مشايخ هذا العلم ثقة صالح . قرأ على تسعة عشر رجلا منهم : أحمد بن الحسن بن خيرون وأحمد بن عبد القادر بن محمد وأحمد بن علي بن محمد الهاشمي وأحمد بن علي بن سوار وثابت بن بندار البقال وولده أبو نصر الحسن بن أحمد بن علي ، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي . وسمع الحديث من جماعة لا يحصون وأجازه ابن هزار مرد وغيره وقرأ عليه خلق كثير منهم : محمد بن محمد بن هارون بن الكال الحلبي وعمر بن بكرون وعبد الواحد بن سلطان وهبة الله بن يحيى الشيرازي وغيرهم . وسمع منه الحروف أبو الفتوح نصر بن محمد بن علي بن الحصري تلاوة وسماعا وأبو شجاع محمد بن أبي المعالي المقرون كذلك وهبة الله بن يحيى الشيرازي . وألف كتاب المصباح الزاهر : في العشر البواهر من أحسن من ألف في هذا العلم . وذكر غير واحد من الحفاظ بأن أبا الكرم شيخ صالح دين خير قيم بكتاب الله تعالى عارف باختلاف الروايات والقراءة حسن السيرة جيد الأخذ على الطلاب . . . أحد الشيوخ القراء المجودين المشهورين بحفظ القراءات وطرقها ومعرفة وجوهها وصنف في ذلك كتابا حسنا سماه " المصباح في القراءات الصحاح " وكان عالما فاضلا أديبا دينا حسن الطريقة ذا مروءة وسخاء وصولا لأهله كانت له دنيا واسعة فأنفقها كلها على أهل الخير . . . وقال أبو الفضل أحمد بن شافعي الجبلي : توفي شيخنا أبو الكرم الشهرزوري ليلة الخمس ثاني عشرين ذي الحجة سنة خمسين وخمسمائة نصف الليل وكنت هذا اليوم عنده مرتين وكلمني بكلام حسن، وكان عقله ثابتا وجأشه مستقيما ولم أر من مات على مثل حاله في التيقظ والكلام والرأي إلى حين المعاينة . وصلى عليه يوم الخميس الشيخ أبو الحسن بن الخل الفقيه بمدرسته ثم مرة ثانية بالنظامية ثم حمل إلى باب حرب فدفن عند الشيخ أبي بكر [ ص: 695 ] الخطيب رحمه الله تعالى .

ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الثاني ص (38 - 40) تقدم .

108- ابن كيسان :

هو محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسن المعروف بابن كيسان
عالم بالعربية نحوا ولغة من أهل بغداد أخذ عن المبرد وثعلب . ومن كتبه : " تلقيت القوافي وتلقيت حركاتها " ط ، و " المهذب " في النحو ، و " غلط أدب الكاتب " ، و " غريب الحديث " ، و " معاني القرآن " ، " والمختار في علل النحو " .

توفي سنة تسع وتسعين ومائتين للهجرة .

انتهى من الأعلام للزركلي الجزء السادس (197) تقدم .

109- العلامة أبو شرع المرصفي : شيخ شيوخنا :

هو محمد بن أحمد بن سليمان المرصفي وكنيته أبو شرع وقد اشتهر بهذه الكنية شهرة بعيدة كما اشتهرت بها أسرته بمرصفا . وهو من شيوخ شيوخنا في القراءات السبع وجدي لأمي . عالم مصري محقق وثبت نحرير مدقق في القراءات وعلومها . لا يشق له غبار في هذا الشأن . وكان لا يفتر عن تلاوة القرآن بجانب تعليمه للناس . وقد كان عف اللسان عالي الهمة مهيبا وجيها ذا جاه ومنزلة عالية رفيعة عند العامة والخاصة .

وقد بارك الله في عمره ووقته فأخذ عنه التجويد والقراءات وحفظ عليه القرآن الكريم خلق كثير وجم غفير من مرصفا وغيرها وجلهم علماء مبرزون حتى ذاع صيته وعمت شهرته في كثير من البلاد المصرية وقد حفظ القرآن الكريم على شيوخ الوقف بمرصفا . ثم رحل إلى مدينة شبلنجة فالتقى بالعارف بالله تعالى التقي الورع شيخ القراء والإقراء بمحافظة القليوبية في وقته الشيخ ضيف الله سالم عامر فأخذ عنه القراءات السبع بمضمن ما في الشاطبية للإمام الشاطبي رضي الله عنه وأجازه بها في 17 في ذي القعدة الحرام سنة 1317 هـ ألف وثلاثمائة وسبع عشرة للهجرة . ثم جلس للإقراء بمرصفا فأتى الناس إليه من كل حدب وصوب يحفظون عليه القرآن الكريم ويأخذون عنه التجويد والقراءات إفرادا وجمعا [ ص: 696 ] وينهلون من علمه الفياض .

فممن أخذ عنه القراءات بمرصفا بلد المترجم له :

1- العلامة الشيخ محمود إبراهيم الجيزاوي ثم المرصفي وهذا العالم جلس للإقراء بمرصفا في حياة المترجم له وأقرأ كثيرا من الناس وتلامذته مشهورون رحمه الله .

2- العلامة الشيخ رفاعي محمد أحمد المجولي ثم المرصفي وقد جلس للإقراء في حياة المترجم له أيضا وأقرأ الكثير من الناس بمرصفا وغيرها وتلامذته معروفون وهو أحد شيوخي في القراءات السبع . وقد قرأت عليه القرآن الكريم من أوله إلى آخره خمس مرات .

الأولى : برواية حفص عن عاصم .

الثانية : بقراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي .

والثالثة : بقراءة الإمام حمزة الكوفي .

والرابعة : بقراءة الإمام الكسائي الكوفي .

والخامسة : بالقراءات السبع بمضمن ما في الشاطبية . وقد أجازني بكل ختمة إجازة رحمه الله تعالى رحمة واسعة .

3- المقرئ الكبير الشيخ زكي محمد عفيفي نصر المرصفي وقد أخذت عن هذا الشيخ الجليل القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وقرأت عليه بهذه الرواية مرات وأقرأني القرآن الكريم محتسبا فلم يأخذ مني شيئا من حطام الدنيا بل أكرمني كثيرا رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأورده موارد الأبرار وأحسن إليه كما أحسن إلي وجمعني وإياه في دار الكرامة والتنعيم إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير .

4- الشيخ عبد الصبور عبد ربه .

5- الشيخ محمود محمد حشيش .

6- الشيخ زين العابدين السيد سابق وهو قارئ مشهور لا يزال حيا .

7- الشيخ محمد منصور عقاب .

8- الشيخ محمد مرعي الغباشي رحم الله الجميع .

[ ص: 697 ] 9- ولد المترجم له وخالنا العزيز الشيخ محمد محمد أحمد شرع المشهور " بالشيخ سعيد " وهو لا يزال حيا يقرئ المسلمين كتاب ربهم نفع الله بعلمه المسلمين وأكثر من أمثاله بين الخلائق أجمعين .

وممن أخذ عن المترجم له القراءات من بلاد أخرى غير مرصفا منهم :

10- الشيخ السيد محمد رشوان .

11- الشيخ مصيلحي محمد سلام وهذان من بلدة كفر فرسيس .

12- الشيخ حسين حمودة كان قارئا مشهورا ذا شهرة بعيدة .

13- الشيخ عبد الفتاح بيومي وهذان من بلدة مشتهر .

14- الشيخ محمد عبد الوهاب الشيمي الكبير .

15- الشيخ عطاء السيد برغوث مدرس بوزارة التربية والتعليم .

16- الشيخ عبد الحميد السيد عيد وهؤلاء الثلاثة من بلدة ميت كنانة .

17- الشيخ عبد العزيز أحمد الشلف كان قارئا مشهورا .

18- الشيخ مهدي محمد حسونة كان قارئا مشهورا .

19- الشيخ علي محمد شرف وهؤلاء الثلاثة من بلدة بتمدة .

20- العلامة المحقق الشيخ عبد الوهاب الخليفة المشهور بالحاج عبد الوهاب الخليفة وقد جلس للإقراء في بلده في حياة المترجم له .

21- العالم الجليل الشيخ حسن إبراهيم دعادر وقد جلس للإقراء في بلده في حياة المترجم له بجانب الحاج عبد الوهاب الخليفة .

22- الشيخ ثابت محمد نعيم .

23- الشيخ السيد طه صبيح وهؤلاء الأربعة من بلدة الشموت .

24- الشيخ عبد الحميد محمد عليش .

25- الشيخ عبد الحميد سلامة وهذان من بلدة عرب المقابلة .

26- الشيخ محمد عبد الحق وهو من بلدة الدير .

27- الشيخ سيد أحمد محمد عسكر من بلدة كفر الشيخ إبراهيم وهو صهر المترجم له .

28- الشيخ أبو المعاطي سالم مصطفى قرأ على المترجم له قراءة الإمام [ ص: 698 ] نافع المدني وهو قارئ مشهور طبقت شهرته الآفاق وهو من بلدة شرنيس محافظة المنوفية رحمه الله تعالى .

أما الذين حفظوا القرآن الكريم على المترجم له فخلق كثير يخطئهم العد ولا يأتي عليهم الحصر كما أخبرنا بذلك أهل العلم والمعرفة بمرصفا وغيرهم وبعد حياة حافلة مليئة بالخدمات الجليلة لكتاب الله تعالى زهاء نصف قرن من الزمان انتقل المترجم له إلى رحمة الله تعالى مساء يوم السبت التاسع من جمادى الثانية سنة 1362 هـ ألف وثلاثمائة واثنتين وستين من الهجرة الموافق للثاني عشر من يونية سنة 1943م ألف وتسعمائة وثلاث وأربعين للميلاد ودفن في اليوم التالي عن عمر يناهز السبعين سنة وشيعه خلق كثير من العلماء والوجهاء من مرصفا وغيرها من البلاد المجاورة رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأورده موارد عفوه آمين .

110- العلامة المتولي شيخ القراء والإقراء بالديار المصرية في وقته .

العلامة المتولي شيخ القراء والإقراء بالديار المصرية في وقته :

من أعلام القراء في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ومطلع الرابع عشر هو محمد بن أحمد بن عبد الله الشهير بالمتولي . وجاء في كتابه " موارد البررة " للمترجم له أن اسمه " محمد الشهير بالمتولي بن أحمد بن الحسن بن سليمان [ ص: 699 ] ا هـ عالم كبير وبحر في علوم القرآن بلا نظير . غاية في التدقيق . نهاية في التحقيق . كان واسع الحفظ والاطلاع شديد الضبط للقراءات المتواترة والشاذة ومحيطا بعلوم الرسم والضبط والفواصل . على دراية فائقة بمذاهب القراء والرواة والطرق " .

التحق بالأزهر الشريف بعد أن حفظ القرآن الكريم . وحصل كثيرا من العلوم العربية والشرعية وحفظ متون التجويد والقراءات والرسم والضبط والفواصل : كالمقدمة الجزرية وتحفة الأطفال والشاطبية والدرة وطيبة النشر والعقيلة وناظمة الزهر وغيرها . كتحرير الطيبة في أكثر من طريق وتلقى القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة ثم من طريق طيبة النشر وكذلك القراءات الأربع الزائدة على العشر على علامة وقته خاتمة المحققين السيد أحمد الدري المالكي الشاذلي المعروف بالتهامي .

واشتغل بالإقراء والتأليف فأجاد وأفاد . وله زهاء الأربعين مصنفا في القراءات وغيرها من علوم القرآن كالتجويد والرسم والضبط والفواصل نذكر منها :

1- فتح الكريم في تجويد القرآن العظيم " مختصر " .

2- فتح الرحمن في تجويد القرآن " أوسع من السابق " .

3- سفينة النجاة فيما يتعلق بقوله تعالى حاشا لله " طبع قديما ونفد .

4- رسالة في مذهب القراء السبعة في ياءات الإضافة والزوائد .

5- تحقيق البيان في عد آي القرآن " مخطوط " .

6- توضيح المقام في أحكام الوقف لحمزة وهشام " منظومة " .

7- إتحاف الأنام شرح توضيح المقام " شرح على النظم السابق " " مطبوع " .

8- الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث المتممة للقراءات العشر " مطبوع " .

9- منظومة في بيان ما يخالف فيه ورش المصري حفصا عن عاصم الكوفي " مطبوع " .

10- فتح المعطي وغنية المقري شرح به المنظومة المتقدمة " مطبوع " .

[ ص: 700 ] 11- منظومة في بيان الفواصل المختلف فيها بين أهل العدد " مطبوع " .

12- منظومة دالية في أوجه (الآن) لورش " مطبوع " .

13- منظومة دالية في أوجه (الآن) لورش أطول من السابق " مطبوع " .

14- رجزية في بيان ما خالف فيه قالون ورشا من طريق الشاطبية " مخطوط " .

15- الكوكب الدري في قراءة أبي عمرو البصري نظم فيها ما خالف فيه أبو عمرو البصري حفصا من طريق الشاطبية .

16- فتح المجيد في قراءة حمزة من طريق القصيد " مطبوع " .

17- اللؤلؤ المنظوم في بيان جملة من المرسوم " مطبوع " .

18- رجزية في بيان أوجه التكبير . من طريق الإمام ابن كثير " مطبوع " .

19- رجزية سماها " الواضحة " في تجويد الفاتحة .

20- شرح الواضحة في تجويد الفاتحة .

21- فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم . من طريق المنصوري .

22- الفوز العظيم شرح فتح الكريم المذكور .

23- الدرر الحسان في تحرير أوجه القرآن .

24- شرح الدرر الحسان في تحرير أوجه القرآن المسمى بفتح الرحيم الرحمن .

25- الشهاب الثاقب " الغاسق الواقب " في بيان طرق الأزرق ومذاهب الغنة عنه .

26- البرهان الأصدق والصراط المحقق في منع الغنة للأزرق .

27- رسالة في الهمزتين من كلمة ومن كلمتين للقراء العشرة .

28- جواهر القلائد في مذاهب العشرة في ياءات الإضافة والزوائد .

29- الفوائد المعتبرة في قراءات الأربعة بعد العشرة " مطبوع " منظومة .

30- موارد البررة على الفوائد المعتبرة " مخطوط نفيس " .

[ ص: 701 ] 31- فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم من طريق الأزميري .

32- الروض النضير " شرح عليه " من أنفس المخطوطات .

33- " تهذيب النشر " اختصر فيه النشر لابن الجزري " مخطوط " .

34- إيضاح الدلالات في إثبات القراءات .

35- رجزية في بيان مآخذ أوجه القراءات وهي المعروفة " بعزو الطرق " " مخطوط نفيس " .

36- التنبيهات في شرح أصول القراءات وغيرها .

وقد أخذ عن المترجم له القراءات والتجويد عالم كثير وجم غفير يخطئهم العد وكلهم علماء أجلاء يشار إليهم بالبنان منهم :

1- الشيخ محمد البنا .

2- الشيخ أحمد شلبي .

3- الشيخ مصطفى شلبي .

4- الشيخ عبد الرحمن الخطيب الشعار .

5- الشيخ حسن الجريسي الكبير .

6- الشيخ حسن عطية .

7- الشيخ محمد المغربي .

8- الشيخ عبد الفتاح هنيدي وهو شيخ شيخنا العلامة " الزيات " .

9- الشيخ حسن خلف الحسيني وهو عم وشيخ العلامة محمد علي خلف الحسيني المالكي شيخ القراء والإقراء بالديار المصرية الأسبق .

10- الشيخ محمد الحسيني .

11- الشيخ محمد الغزولي .

12- الشيخ حسن يحيى الكتبي المعروف بصهر المتولي .

13- الشيخ خليل غنيم الجنايني وهو شيخ شيخنا العلامة " الزيات " أيضا وغيرهم .

[ ص: 702 ] وولي العلامة المتولي مشيخة القراء والإقراء بالديار المصرية بعد سلفه العلامة المحقق الشيخ خليفة الفشني في عام 1293 هـ ثلاث وتسعين ومائتين بعد الألف من الهجرة النبوية .

وولد رضي الله عنه سنة ثمان وأربعين وقيل تسع وأربعين وقيل خمسين ومائتين بعد الألف من الهجرة بخط -بضم الخاء- الدرب الأحمر بالقاهرة .

وبعد حياة حافلة مليئة بالخدمات الجليلة لكتاب الله العزيز فاضت روح المترجم إلى بارئها في ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم سنة 1313 هـ ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأسنى التحية ودفن بالقرافة الكبرى بالقاهرة بالقرب من باب الوداع تغمده الله برحمته وأورده موارد عفوه آمين .

111- الحافظ الذهبي :

هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي الأصل نسبة إلى ميافارقين الدمشقي الشافعي المعروف بالذهبي شمس الدين
الشيخ الإمام العلامة شيخ المحدثين قدوة الحفاظ والقراء . سمع الحديث من أبي الفضل بن عساكر وخلق كثيرين بلغوا أزيد من ألف ومائتي نفس . وكان من الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين . وجمع القراءات السبع على الشيخ أبي عبد الله بن جبريل المصري نزيل دمشق . فقرأ عليه ختمة جامعة لمذاهب القراء السبعة بما اشتمل عليه كتاب التيسير وحرز الأماني لأبي القاسم الشاطبي ، وحمل عنه الكتاب والسنة خلائق . وله تصانيف عديدة فريدة ومفيدة .

ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة بدمشق وبها توفي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة رحمه الله تعالى رحمة واسعة .

انظر ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي ، تأليف الحافظ شمس الدين أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن الحسيني الدمشقي ص (34 - 37) ويليه ذيل طبقات الحفاظ للذهبي تأليف الحافظ جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ص (347 - 349) كلاهما في محل واحد ، الناشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت لبنان (بدون تاريخ) .

[ ص: 703 ] 112- إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه .

إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه :

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الإمام العلم أبو عبد الله الشافعي رضي الله عنه أحد أئمة الإسلام وصاحب المذهب أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المكي ، روى القراءة عنه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم .

ولد سنة خمسين ومائة بغزة وقيل بعسقلان ثم حمل إلى مكة المشرفة وهو ابن سنتين وتوفي بمصر سنة أربع ومائتين وذلك من ليلة الجمعة بعد المغرب آخر ليلة من رجب ودفن يوم الجمعة بعد العصر وقبره بقرافة مصر مشهور ، والدعاء عنده مستجاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورحمنا معه بمنه وكرمه آمين .

انتهى مختصرا من غاية النهاية الجزء الثاني ص (95 - 97) تقدم .

113- الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه :

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري شيخ الإسلام وإمام الحفاظ صاحب الصحيح والتصانيف ، وكان آية من آيات الله تعالى ، فكان رأسا في العلم ورأسا في الذكاء ورأسا في الورع والعبادة، شدا وصنف وحدث وما في وجهه شعرة لصغره ، ومن تلامذته الأئمة مسلم وابن خزيمة والترمذي ومحمد بن نصر المروزي وابن أبي داود وخلق كثيرون . وكتابه الجامع الصحيح هو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل بإجماع الأمة ما شذ عن ذلك إلا خاطئ بليد ولا مارى فيه إلا شقي عنيد .

ولد الإمام البخاري سنة أربع وتسعين ومائة للهجرة وتوفي ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن دينه خير الجزاء آمين .

انظر تذكرة الحفاظ للذهبي الجزء الثاني ص (555 - 556) تقدم .

114- العلامة عبد الله أفندي زاده :

هو أبو العاكف محمد أمين المدعو بعبد الله أفندي زاده
كان إماما بجامع الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري عليه رضوان الباري وشيخ القراء والإقراء [ ص: 704 ] باستنبول بتركيا في وقته . عالم فريد لا نظير له ولا نديد في علوم القرآن والقراءات بجميع الوجوه والطرق والروايات، وكان آية من آيات الله في الحفظ والذكاء والاطلاع والورع والتقوى وخدمة كتاب الله تعالى .

وله تصانيف باهرة يرجع إليها الأئمة المحققون ينهل منها الأثبات المدققون . ومن مؤلفاته هذا السفر البهي الجليل الخطي الواسع الانتشار المسمى " عمدة الخلان في إيضاح زبدة العرفان " للعلامة عبد الفتاح بالوي في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة ، ورسالة نفيسة جدا في إيضاح باب الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري من رواية السوسي من طريق الشاطبية وفيها إحاطة واستيعاب وتفصيل لا حد له لم أر مثله وله رسالة أخرى في ترتيب وجوه بعض الآيات التي يعسر على كثير من المبتدئين استخراج مسائلها من كتب القراءات ويدخل في ذلك أوجه ما بين السورتين وغيرها . . . ومؤلفات أخرى جيدة ومفيدة ومن وقف على مؤلفات هذا الشيخ الجليل عرف مقداره وقد طبعت مؤلفاته هذه في حياته المباركة في سنة سبع وثمانين ومائتين وألف من هجرة خاتم النبيين وإمام المرسلين صلى الله عليه وسلم فبعد هذا الشيخ من أعيان علماء القرن الثالث عشر الهجري تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته آمين . أفدناه من كتبه المذكورة .

التالي السابق


الخدمات العلمية