الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15044 6499 - (15470) - (3 \ 420) عن إسحاق بن عيسى ، حدثنا مجمع بن يعقوب ، قال : سمعت أبي يقول ، عن عمه عبد الرحمن بن يزيد ، عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري ، وكان أحد القراء الذين قرؤوا القرآن ، قال : شهدنا الحديبية ، فلما انصرفنا عنها ، إذا الناس ينفرون الأباعر ، فقال الناس بعضهم لبعض " : ما للناس ؟ قالوا : أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجنا مع الناس نوجف حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته عند كراع الغميم ، واجتمع الناس إليه ، فقرأ عليهم : إنا فتحنا لك فتحا مبينا [الفتح : 1] ، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي رسول الله ! وفتح هو ؟ قال : "إي والذي نفس محمد بيده إنه لفتح " . فقسمت خيبر على أهل الحديبية ، لم يدخل معهم فيها أحدا ، إلا من شهد الحديبية ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهما ، وكان الجيش ألفا وخمس مئة ، فيهم ثلاث مئة فارس ، فأعطى الفارس سهمين ، وأعطى الراجل سهما .

التالي السابق


* قوله : "ينفرون " : من التنفير ; أي : يصرفونها عن جهة مقصدها ; ليجمعوها في مكان واحد ، "والأباعر " : جمع بعير .

* "نوجف " : من أوجف ; أي : نسرع ونركض .

* "عند كراع الغميم " : - بضم الكاف وفتح الغين المعجمة - : موضع بين مكة والمدينة .

[ ص: 326 ] * "على ثمانية عشر " : أعطى ستة منها للفرسان ، على أن يكون لكل مئة منهم سهمان ، وأعطى البقية وهي اثنا عشر للراجلين ، وهم ألف ومئتان ، فيكون لكل مئة سهم ، فيكون للراجل سهم ، وللفارس سهمان ، وهذا معنى قوله : فأعطى الفارس ، وبهذا الحديث قال أبو حنيفة ، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية