الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15045 6500 - (15471) - (3 \ 421) عن جبار بن صخر الأنصاري ; أحد بني سلمة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو بطريق مكة : " من يسبقنا إلى الأثاية ؟ - قال أبو أويس : وهو حيث نفرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيمدر حوضها ويفرط فيه ، فيملأه حتى نأتيه " .

قال : قال جبار : فقمت فقلت : أنا . قال : "اذهب " ، فذهبت ، فأتيت الأثاية ، فمدرت حوضها ، وفرطت فيه ، وملأته ، ثم غلبتني عيناي ، فنمت ، فما انتبهت إلا برجل ! تنازعه راحلته إلى الماء ، ويكفها عنه ، فقال : "يا صاحب الحوض ! " ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : نعم ، قال : فأورد راحلته ، ثم انصرف فأناخ ، ثم قال : "اتبعني بالإداوة " ، فتبعته بها ، فتوضأ ، وأحسن وضوءه ، وتوضأت معه ، ثم قام يصلي ، فقمت عن يساره ، فأخذ بيدي ، فحولني عن يمينه ، فصلينا ، فلم يلبث يسيرا أن جاء الناس .


[ ص: 328 ]

التالي السابق


[ ص: 328 ] * قوله : "من يسبقنا " : أي : يتقدمنا ، وهو - بكسر الباء وضمها - .

* "إلى الأثاية " : - بضم الهمزة بعدها مثلثة وبعد الألف ياء مثناة من تحت - : موضع بطريق الجحفة ، بينها وبين المدينة ستة وسبعون ميلا ، وجوز بعضهم - كسر الهمزة - ، وقال بعضهم : أثاثة - بمثلثتين - ، والصواب الأول .

* "نفرنا " : - بفتحات - .

في "القاموس " : نفرته ، واستنفرته .

وفي "المجمع " : إذا استنفرتم ; أي : دعاكم السلطان إلى الغزو ، والاستنفار : الاستنصار .

* "فيمدر " : ضبط كينصر ، من مدر الحوض : إذا طينه وأصلحه بالمدر ، وهو الطين المتماسك ; لئلا يخرج منه الماء .

* "حوضها " : أي : حوض الأثاية .

* "ويفرط " : من الإفراط ، أي : يكثر من صب الماء فيه . و"فرطت " : ضبط من التفريط .

* * *




الخدمات العلمية