الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2999 11 - حدثنا أبو النعمان ، قال : حدثنا ثابت بن يزيد ، قال : حدثنا عاصم ، قال : سألت أنسا رضي الله عنه عن القنوت ، قال : قبل الركوع ، فقلت : إن فلانا يزعم أنك قلت بعد الركوع ، فقال : كذب ، ثم حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من بني سليم ، قال : بعث أربعين أو سبعين يشك فيه من القراء إلى أناس من المشركين ، فعرض لهم هؤلاء فقتلوهم ، وكان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد ، فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي ، وثابت بن يزيد بالياء آخر الحروف ، ووهم من قال فيه زيد بغير الياء ، وعاصم هو ابن سليمان الأحول ، وهؤلاء كلهم بصريون .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر في كتاب الوتر في باب القنوت قبل الركوع وبعده ، فإنه أخرجه هناك عن مسدد عن عبد الواحد عن عاصم عن أنس رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  قوله " من القراء " متعلق بقوله " بعث " ، قوله " وجد " ، يقال : وجد مطلوبه يجده من باب ضرب يضرب ، وجودا ويجده بالضم لغة عامرية لا نظير لها في باب المثال ، ووجد ضالته وجدانا ووجد عليه في الغضب موجدة ووجدانا أيضا حكاها بعضهم ، ووجد في الحزن وجدا بالفتح ووجد في المال وجدا ووجدا ووجدا وجدة أي استغنى ، وكان صلى الله تعالى عليه وسلم لا يدعو بالشر على أحد من الكفار ما دام يرجو لهم الرجوع والإقلاع عما هم عليه ، ألا ترى أنه صلى الله تعالى عليه وسلم سئل أن يدعو على دوس فدعا لها بالهدى ، وإنما دعا على بني سليم حين نكثوا العهد وغدروا لأنه أيس من رجوعهم عن ضلالتهم ، فأجاب الله بذلك دعوته وأظهر صدقه وبرهانه ، وهذه القصة أصل في جواز الدعاء في الصلاة والخطبة على عدو المسلمين ومن خالفهم ومن نكث عهدا وشبهه ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية