الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                487 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أن عائشة نبأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة أخبرني قتادة قال سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير قال أبو داود وحدثني هشام عن قتادة عن مطرف عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ) هو بكسر الشين والخاء المعجمتين .

                                                                                                                قوله : ( سبوح قدوس ) هما بضم السين والقاف وبفتحهما والضم أفصح وأكثر . قال الجوهري في فصل ( ذرح ) : كان سيبويه يقولهما بالفتح ، وقال الجوهري في فصل ( سبح ) : سبوح من صفات الله تعالى قال ثعلب : كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر ، وكذلك ( الذروح ) وهي دويبة حمراء منقطة بسواد تطير ، وهي من ذوات السموم ، وقال ابن فارس [ ص: 153 ] والزبيدي وغيرهما : سبوح هو الله عز وجل ، فالمراد بالسبوح القدوس المسبح المقدس ، فكأنه قال : مسبح مقدس رب الملائكة والروح . ومعنى ( سبوح ) المبرأ من النقائض والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية ، ( وقدوس ) المطهر من كل ما لا يليق بالخالق .

                                                                                                                وقال الهروي : قيل : القدوس المبارك قال القاضي عياض : وقيل فيه سبوحا قدوسا على تقدير أسبح سبوحا أو أذكر أو أعظم أو أعبد .

                                                                                                                وقوله : ( رب الملائكة والروح ) قيل : الروح ملك عظيم ، وقيل : يحتمل أن يكون جبريل عليه السلام وقيل خلق لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة . والله - سبحانه وتعالى - أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية