الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ويظهرها ) أي سجدة الشكر ندبا لهجوم نعمة أو اندفاع نقمة ما لم يكن بحضرة من يتضرر بذلك كما مر ويظهرها ندبا أيضا ( للعاصي ) الذي لا يترتب على إظهارها له مفسدة تعييرا له لعله يتوب ( لا للمبتلى ) غير الفاسق لئلا ينكسر قلبه فإن أسر الأولى وأظهر هذه فالذي يظهر فوات الكمال ثم والكراهة هنا ؛ لأن فيه نوع إيذاء كما صرح به تعليلهم المذكور أما فاسق كمقطوع في سرقة لم يتب يقينا أو ظنا لقيام القرائن بذلك فيما يظهر فيظهرها له وصرحوا به مع أن الإظهار في الحقيقة للفسق المستمر لئلا يتوهم أن بليته دافعة لذلك ومن ثم لو كانت بليته لم تنشأ عن فسقه أظهرها له أيضا على الأوجه لكن يبين له أنها لفسقه لئلا يتوهم أنها لبليته فينكسر قلبه .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : لكن يبين له أنها لفسقه ) كما أفتى به شيخنا الرملي



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله أي سجدة الشكر ) إلى قول المتن وهي في النهاية والمغني إلا قوله فإن أسر إلى أما فاسق وقوله وصرحوا إلى ومن ثم ( قوله كما مر ) أي قبيل أو رؤية مبتلى قول المتن ( للعاصي ) أي المتجاهر بمعصيته التي يفسق بها وفي معنى الفاسق الكافر وبه صرح الروياني في البحر بل هو أولى بذلك مغني ( قوله لا يترتب إلخ ) أي وإلا فلا يظهرها له بل يخفيها كما في المجموع نهاية ومغني ( قوله فإن أسر الأولى ) أي السجدة للعاصي ( وقوله هذه ) أي السجدة للمبتلى ( قوله أما فاسق إلخ ) عبارة النهاية نعم إن كان غير معذور كمقطوع في سرقة أو مجلود في زنا ولم يعلم توبته أظهرها له وإلا فيسرها وقضيته أن الفاسق لا يسجد لرؤية فاسق لكن الأوجه أنه إن قصد به زجره سجد مطلقا أي سواء كان مثله أو أعلى أو أدون أو الشكر على السلامة مما ابتلي به لم يسجد إن كان مثله من كل وجه أو فسق الرائي أقبح ويجري هذا فيما لو شاركه في ذلك البلاء أو العصيان ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله يقينا إلخ ) قيد النفي ( قوله لكن يبين إلخ ) كما أفتى به شيخنا الشهاب الرملي نهاية وسم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية