الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم ثم ضحكت

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          646 643 - ( مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : إن ) بكسر فسكون مخففة من الثقيلة دخلت على الجملة الفعلية وهي ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فيجب إهمال إن ، واللام في قوله : ( ليقبل ) للتأكيد وهي مفتوحة ( بعض أزواجه ) عائشة نفسها كما في مسلم عنها : " كان يقبلني وهو صائم " أو أم سلمة كما في البخاري ، أو حفصة كما في مسلم أيضا ، لكن الظاهر أن كلا منهن إنما أخبرت عن فعله معها ( وهو صائم ) جملة حالية ( ثم ضحكت ) تنبيها على أنها صاحبة القصة ليكون أبلغ في الثقة بها .

                                                                                                          وقد زاد ابن أبي شيبة ، عن شريك ، عن هشام ، عن أبيه : فظننا أنها هي أو ضحكت تعجبا ممن خالفها في ذلك ، أو تعجبت من نفسها إذ حدثت بمثل هذا مما يستحي النساء من ذكر مثله للرجال ، لكن ألجأتها ضرورة تبليغ العلم إلى ذكر ذلك ، أو سرورا بتذكر مكانها من النبي صلى الله عليه وسلم وحالها معه وملاطفته لها وحبه .

                                                                                                          وللبيهقي عنها : " أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها " وفيه جواز الإخبار عن مثل هذا مما يجري بين الزوجين على الجملة للضرورة ، وأما في حال غير الضرورة فمنهي عنه .

                                                                                                          وأخرجه البخاري عن عبد الله بن سلمة عن مالك به ، وتابعه يحيى بن سعيد القطان عند البخاري ، وسفيان عند مسلم كلاهما عن هشام به .

                                                                                                          [ ص: 242 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية