الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15121 6549 - (15549) - (3 \ 430) عن عمرو بن الجموح : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله ، فإذا أحب لله ، وأبغض لله ، فقد استحق الولاء من الله ، وإن أوليائي من عبادي ، وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري ، وأذكر بذكرهم " .

[ ص: 386 ]

التالي السابق


[ ص: 386 ] * قوله : "لا يحق العبد . . . إلخ " : أي : لا يستحق العبد أن يوصف بصريح الإيمان ، ويقال : إنه صاحب صريح الإيمان .

* "الولاء " : - بفتح الواو - ; أي : القرب .

* "وإن أوليائي " : حكاية عن قول الله - تبارك وتعالى - .

* "يذكرون بذكري " : - على بناء المفعول - ; أي : من أراد أن يذكر الله تعالى ، يذكرهم ، وينظر في حالهم ، وأنهم كيف كانوا يذكرون الله تعالى حتى يذكر الله تعالى كما ذكروه .

* "وأذكر بذكرهم " : أي : من ذكر أحوالهم ، رغب في ذكر الله تعالى ، ويحتمل أن المراد مجرد المقارنة ; كما في قولنا : "لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، ويحتمل أن المصدر مضاف إلى الفاعل في الموضعين ; أي : إن الناس يذكرونهم بسبب أني أذكرهم ، ويذكرونني بسبب أنهم يذكرونني ، والله تعالى أعلم .

ومثل هذا المتن ذكره في "المجمع" عن عمرو بن الحمق - بفتح فكسر - ، ولفظه : "لا يحق العبد حقيقة الإيمان حتى يغضب لله ، ويرضى لله ، فإذا فعل ذلك ، فقد استحق حقيقة الإيمان ، وإن أحبائي وأوليائي الذين يذكرون بذكري ، وأذكر بذكرهم " ، وقال : رواه في "الأوسط " ، وفيه رشدين بن سعد ، والأكثر على تضعيفه ، وفي "التعجيل " : أبو منصور مولى الأنصار ، ذكره البخاري ، وذكر أن حديثه مرسل ، يعني : أنه لم يلق عمرو بن الجموح ، انتهى .

ولا يخفى أن رشدين بن سعد في هذا الإسناد أيضا موجود ، والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية