الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
663 - " إذا سألتم الله (تعالى)؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنه سر الجنة " ؛ (طب)؛ عن العرباض.

التالي السابق


(إذا سألتم الله - تعالى) ؛ أي: أردتم سؤاله؛ (فاسألوه الفردوس) ؛ لفظ سرياني؛ أو رومي؛ أو قبطي؛ (فإنه سر الجنة) ؛ بكسر السين؛ وشد الراء: أفضل موضع فيها؛ و" السر" : جوف كل شيء ولبه وخالصه؛ والمراد أنه وسط الجنة؛ وأوسعها؛ وأعلاها؛ وأفضلها؛ والوسط أبعد من الخلل والآفات من الأطراف؛ قال ابن القيم: والجنة مقببة؛ أعلاها أوسعها؛ وكلما علت اتسعت؛ وهذا الحديث ورد بألفاظ أخر؛ منها ما في الصحيحين: " إذا سألتم الله؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنه وسط الجنة؛ وأعلى الجنة" ؛ أي: في الارتفاع؛ وفوقه عرش الرحمن؛ واستشكل بخبر أحمد ؛ عن أبي هريرة مرفوعا: " إذا صليتم علي؛ فاسألوا الله لي الوسيلة؛ أعلى درجة في الجنة؛ لا ينالها إلا رجل واحد؛ وأرجو أن أكون أنا هو" ؛ وفي حديث آخر: " الوسيلة درجة عند الله؛ ليس فوقها درجة؛ فاسألوا الله لي الوسيلة" ؛ فقضيته أن الوسيلة أعلى درجات الجنة؛ وهي خاصة به؛ فهي أعلى الفردوس؛ وجمع بأن الفردوس أعلى الجنة؛ وفيه درجات؛ أعلاها: الوسيلة؛ ولا مانع من انقسام الدرجة الواحدة إلى درجات؛ بعضها أعلى من بعض؛ ثم إن مما ذكر من الأمر بسؤال الفردوس لا يعارضه خبر: " إذا سألتم الله؛ فاسألوه العفو والعافية" ؛ لأن المراد السؤال لكل مطلوب؛ لكن الأول أخروي؛ والثاني عام.

(طب)؛ وكذا البزار ؛ (عن العرباض) ؛ [ ص: 369 ] بكسر العين المهملة؛ وسكون الراء بعدها موحدة؛ وأخرى معجمة؛ ابن سارية؛ السلمي ؛ أبي نجيح؛ صحابي كوفي؛ قال الهيتمي: ورجاله وثقوا؛ انتهى؛ وبه يعلم أن رمز المؤلف لحسنه تقصير؛ وحق الرمز لصحته؛ وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه؛ ولا كذلك؛ بل بقيته عند مخرجه الطبراني : " عليك بسر الوادي؛ فإنه أمرعه؛ وأعشبه" ؛ انتهى بلفظه؛ والحديث رواه البخاري ؛ أي: بلفظ: " إذا سألتم الله؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة؛ وأعلى الجنة؛ وفوقه عرش الرحمن" .



الخدمات العلمية