الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
النوع التاسع والعشرون

معرفة الإسناد العالي والنازل

أصل الإسناد أولا‏ : خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة ، وسنة بالغة من السنن المؤكدة‏ . ‏

روينا من غير وجه عن [ ص: 256 ] ‏عبد الله بن المبارك‏ رضي الله عنه أنه قال‏ : " الإسناد من الدين ، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء‏ " . ‏

وطلب العلو فيه سنة أيضا ، ولذلك استحبت الرحلة فيه على ما سبق ذكره‏ . ‏

قال ‏أحمد بن حنبل‏ رضي الله عنه : " طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف‏ " . ‏

وقد روينا‏ : أن ‏يحيى بن معين رضي الله عنه قيل له في مرضه الذي مات فيه‏ : " ما تشتهي ؟ قال‏ : " بيت خالي ، وإسناد عالي‏ " . ‏

قلت‏ : العلو يبعد الإسناد من الخلل ، لأن كل رجل من رجاله يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهوا ، أو عمدا ، ففي قلتهم قلة جهات الخلل ، وفي كثرتهم كثرة جهات الخلل ، وهذا جلي واضح‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية