الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              قوله تعالى: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون

                                                                                                                                                                                              روى الأعمش عن عبد الله بن مرة، عن مسروق ، عن ابن مسعود ، في قوله تعالى: زدناهم عذابا فوق العذاب قال: عقارب لها أنياب كالنخل الطوال، وخرجه الحاكم ، وقال: صحيح على شرط الشيخين . وفي رواية عنه، قال: زيدوا عقارب من نار كالبغال الدهم أنيابها كالنخل . خرجه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" عن المسعودي عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود ، وقول من قال عن عبد الله بن مرة عن مسروق أصح .

                                                                                                                                                                                              وخرج ابن أبي حاتم من رواية سفيان عن رجل عن مرة عن عبد الله في قوله: عذابا ضعفا في النار قال: حيات وأفاعي . وروى السدي [ ص: 614 ] عن مرة عن عبد الله في هذه الآية، قال: أفاعي في النار .

                                                                                                                                                                                              وروى ابن وهب عن يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو ، قال: إن لجهنم لسواحل فيها حيات وعقارب أعناقها كأعناق البخت .

                                                                                                                                                                                              وخرج ابن أبي الدنيا وغيره من طريق مجاهد عن يزيد بن شجرة، قال: إن لجهنم جبابا في سواحل كسواحل البحر، فيه هوام وحيات كالبخاتي وعقارب كالبغال الذل، فإذا سأل أهل النار التخفيف قيل لهم: اخرجوا إلى السواحل فتأخذهم تلك الهوام بشفاههم وجنوبهم وما شاء الله من ذلك فتكشطها، فيرجعون فيبادرون إلى معظم النيران، ويسلط عليهم الجرب حتى إن أحدهم ليحك جلده حتى يبدو العظم، فيقال: يا فلان هل يؤذيك هذا؟ فيقول: نعم، فيقال له: ذلك ما كنت تؤذي المؤمنين .

                                                                                                                                                                                              وروى عبيد الله بن موسى عن عثمان بن الأسود عن مجاهد ، قال: في جهنم عقارب كأمثال الدلم لها أنياب كالرماح إذا ضربت إحداهن الكافر على رأسه ضربة تساقط لحمه على قدميه .

                                                                                                                                                                                              وروى حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي عثمان ، قال: على الصراط حيات يلسعن أهل النار فيقولون: حس حس، فذلك قوله تعالى لا يسمعون حسيسها . وكان إبراهيم العجلي - رحمه الله - يقع البعوض على كتفيه وظهره فيتأذى به، فيقول لنفسه:

                                                                                                                                                                                              [ ص: 615 ]

                                                                                                                                                                                              وأنت تأذى من حسيس بعوضة . فللنار أشقى ساكنين وأوجع



                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية