الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13419 - عن عمران بن حصين قال : تذاكرنا البر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنشأ يحدثنا قال : " إنه كان فيمن قبلكم من الأمم رجل متعبد صاحب صومعة يقال له : جريج ، فكانت له امرأة - أو أم - فكانت تأتيه فتناديه ، فيشرف عليها فيكلمها ، فأتته يوما وهو في صلاته مقبل عليها ، فنادته - فحكاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضع يده على جبهته - فجعلت تناديه رافعة رأسها إليه ، واضعة يدها على جبهتها : أي جريج أي جريج ، ثلاث مرات ، كل ذلك يقول جريج : أي رب أمي أم صلاتي ؟ فغضبت فقالت : اللهم لا يموتن جريج حتى ينظر في وجوه المومسات . قال : وبلغت بنت ملك القرية فحملت فولدت غلاما ، فقالوا لها : من فعل هذا بك ؟ من صاحبك ؟ قالت : هو من صاحب الصومعة جريج . فما نشب جريج حتى سمع بالفؤس في أصل صومعته ، فجعل يسألهم : ويلكم ، ما لكم ؟ فلا يجيبوه ، فلما رأى ذلك أخذ الحبل فتدلى ، فجعلوا يجرون أنفه ويضربونه ويقولون : مراء تخادع الناس بعملك . قال : ويلكم ، ما لكم ؟ قالوا : بنت صاحب القرية ، بنت الملك التي أحبلتها . قال : ما فعلت . قالوا : ولدت غلاما ، قال : الغلام حي هو ؟ قالوا : نعم . قال : فولوا عني . فتولى فصلى ركعتين ، ثم مشى إلى شجرة فأخذ منها غصنا ، ثم أتى الغلام وهو في مهده ، ثم ضربه بذلك الغصن وقال : يا طاغية ، من أبوك ؟ قال : أبي فلان الراعي . قالوا : إن شئت بنينا لك صومعتك بذهب ، وإن شئت بفضة . قال : أعيدوها كما كانت " . فزعم أبو حرب أنه لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى ابن مريم ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج . رواه الطبراني في الأوسط والكبير ، وفيه المفضل بن فضالة وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة ، فإسناده حسن . وروي في الكبير بإسناد جيد ، عن مالك بن عمرو القشيري ، قال نحوه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية