الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15310 6662 - (15737) - (3 \ 451) عن الزهري ، قال : سمعت سنان بن أبي سنان ، قال : سمعت أبا هريرة يقول قائما في قصصه : إن أخا لكم كان لا يقول الرفث ; يعني : ابن رواحة ، قال :


وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الليل ساطع

    يبيت يجافي جنبه عن فراشه
إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

    أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا

به موقنات أن ما قال واقع

التالي السابق


* قوله : "في قصصه " : - بكسر القاف - : جمع قصة ، وجوز - فتحها - على أنه مصدر بمعنى التقصص ، أو بمعنى المفعول ، فرجع إلى الأول .

* "الرفث " : أي : الباطل من القول .

* "معروف " : أي : شيء معروف ، فاعل انشق من الفجر بيانه .

* "ساطع " : أي : مرتفع ، صفته .

[ ص: 486 ] * "يجافي " : يرتفع للتهجد .

وروى الدارقطني بسنده عن عكرمة : كان ابن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته ، فقام إلى جارية له في جانب الحجرة ، فوقع عليها ، وفزعت امرأته فلم تجده في مضجعه ، فقامت فخرجت فرأته على جاريته ، فرجعت إلى البيت ، فأخذت الشفرة ، ثم خرجت ، وفرغ فقام فلقيها تحمل الشفرة ، فقال : مهيم ; قالت : مهيم ، لو أدركتك حيث رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة ، قال : وأين رأيتني ؟ قالت : رأيتك على الجارية ، فقال : ما رأيتني ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب ، قالت : فاقرأ ، فقال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر الأبيات الثلاثة ، فقالت : آمنت بالله ، وكذبت البصر ، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره ، فضحك حتى بدت نواجذه ، انتهى .

* * *




الخدمات العلمية