الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا عباس بن محمد ) أي ابن حاتم بن واقد ( الدوري ) بضم المهملة نسبة إلى محلة من بغداد ، أو قرية من قراها ( البغدادي ) ثقة حافظ كان ابن معين ، إذا ذكره قال : عباس الدوري صديقنا وصاحبنا أخرج حديثه [ ص: 223 ] الأربعة ( أخبرنا إسحاق بن منصور عن إسرائيل عن سماك ) بكسر السين ( بن حرب ) بفتح مهملة وسكون راء وموحدة ، وقد مر ذكرهم ( عن جابر بن سمرة ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي أبصرته حال كونه ( متكئا على وسادة ) بكسر الواو ، أي مخدة كائنة ( على يساره ) أي حال كونها موضوعة على جانبه الأيسر ، وهو لبيان الواقع لا للتقييد ، فيجوز الاتكاء على الوسادة يمينا ويسارا ، وسيأتي للمصنف أنه بين انفراد إسحاق بن منصور بهذه الزيادة ، ومن ثمة قال في جامعه : حديث حسن غريب ، لكنه مع ذلك يحتج به ، وقال العصام : قوله : متكئا بدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أنسب من كونه حالا ، وفيه تأمل ، فتأمل . ثم قيل : الاتكاء بمعنى الاستواء قاعدا على وطاء ، كأن المتكئ جعل الوضاء وكاء سد به مقعده ، لتمكنه فيه ، وذهب الخطابي إلى أن العامة لا تفهم منه إلا الميل إلى أحد الشقين ، والاعتماد عليه ، كذا في النهاية ، ولا يخفى أن قوله : على يساره يصرفه إلى ما يريد به العامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية