الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون

                                                                                                                                                                                                                                      هذه الآية نزلت في أهل الكتاب [الذين ] بدلوا التوراة وغيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم فيها . وهذا قول ابن عباس وقتادة وابن زيد وسفيان . فأما الويل: فروى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ويل: واد في جهنم ، يهوي الكافر فيه أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره" وقال الزجاج: الويل: كلمة تقولها العرب لكل من وقع في هلكة ، ويستعملها هو أيضا . وأصلها في اللغة: العذاب ، والهلاك . قال ابن الأنباري: ويقال: معنى الويل المشقة من العذاب . ويقال: أصله: وي لفلان ، أي: حزن لفلان ، فكثر الاستعمال للحرفين ، فوصلت اللام ب "وي" وجعلت حرفا واحدا ، ثم خبر عن "ويل" بلام أخرى ، وهذا اختيار الفراء . والكتاب هاهنا: التوراة . وذكر الأيدي توكيد ، والثمن القليل: ما يفنى من الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وفيما يكسبون قولان . أحدهما: أنه عوض ما كتبوا . والثاني: إثم ما فعلوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية