الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( الثالث ): اركب معنا . في هود أدغمه أيضا أبو عمرو والكسائي ويعقوب ، واختلف عن ابن كثير وعاصم وقالون وخلاد . فأما ابن كثير فقطع له بالإدغام وجها واحدا مكي وابن سفيان والمهدوي وابن شريح وابن بليمة وصاحب العنوان وجمهور المغاربة وبعض المشارقة ، وقطع له بالإظهار أبو القاسم الهذلي من جميع رواياته وطرقه سوى الزينبي وليس في طرقنا . وروى عنه الإظهار من رواية البزي النقاش من جميع طرقه . وهو الذي في المستنير والكفاية والغاية والتجريد ، والإرشاد والروضة والمبهج .

                                                          وخص الأكثرون قنبلا بالإظهار من طريق ابن شنبوذ . والإدغام من طريق ابن مجاهد . وهو الذي في الكفاية في الست وغاية أبي العلاء ، وأطلق الخلاف عن البزي صاحب التيسير ، والشاطبي ، وغيرهما ، والوجهان عن ابن كثير من روايتيه صحيحان .

                                                          وأما عاصم فقطع له جماعة بالإظهار ، والأكثرون بالإدغام . والصواب إظهاره من طريق العليمي عن أبي بكر ومن طريق عمرو بن الصباح عن حفص كما نص عليه الداني في جامعه . ورواه ابن سوار عن الطبري عن أصحابه عن عمرو عن حفص ولم يذكر الهذلي في كامله الإدغام لغير الهاشمي عن عبيد . وقد روى الإظهار نصا عن حفص هبيرة وكلاهما صحيح - والله أعلم - .

                                                          .

                                                          وأما قالون فقطع له بالإدغام في التبصرة ، والهداية ، والكافي ، والتلخيص ،

                                                          [ ص: 12 ] والهادي ، والتجريد ، والتذكرة ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن . وقطع له بالإظهار في الإرشاد والكفاية الكبرى . وبه قرأ الداني على أبي الفتح ، والأكثرون على تخصيص الإدغام بطريق أبي نشيط والإظهار بالحلواني ، وممن نص على ذلك الحافظ أبو العلاء وسبط الخياط في كفايته . وعكس ذلك في المبهج فجعل الإدغام للحلواني

                                                          والوجهان عن قالون صحيحان . وهما في التيسير ، والشاطبية ، والإعلان . وأما خلاد فالأكثرون على الإظهار له وهو الذي في الكافي والهادي ، والتبصرة ، والتلخيص ، والتجريد ، والتذكرة ، والعنوان ، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن بن غلبون . وقطع له صاحب الكامل بالإدغام وهو رواية محمد بن الهيثم عنه . وكذا نص عليه محمد بن يحيى الخنيسي وعنبسة بن النضر ومحمد بن الفضل كلهم عن خلاد وبه قرأ أبو عمرو الداني على أبي الفتح فارس بن أحمد . والوجهان جميعا عن خلاد في الهداية والتيسير ، والشاطبية ، والإعلان ، وقد صحا نصا وأداء .

                                                          وقرأ الباقون بالإظهار وهم ابن عامر وأبو جعفر وخلف وورش وخلف عن حمزة ، وروى بعض أهل الأداء الإظهار عن يعقوب كما ذكره في التذكرة وفي الكامل أيضا تبعا لابن مهران . وإنما ورد ذلك من غير روايتي رويس وروح وهو الذي عليه العمل وبه قرأت وبه آخذ .

                                                          وانفرد صاحب المبهج بالإدغام عن ورش ، يعني من طريق الأصبهاني ، وكذا أبو العلاء عن الحمامي فخالف سائر الرواة عن الأصبهاني - والله أعلم - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية