الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة حمل محمد بن علي بن خلف العطار ، وجماعة من الطالبيين ، إلى سامرا ، فيهم : أبو أحمد محمد بن جعفر ( بن الحسن بن جعفر ) بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري في شعبان .

وكان سبب ذلك أن رجلا من الطالبيين سار من بغداد في جماعة من الشاكرية إلى ناحية الكوفة ، وكانت من أعمال أبي الساج ، وكان مقيما ببغداذ ، فأمر محمد بن عبد الله بالمسير إلى الكوفة ، فقدم بين يديه خليفته عبد الرحمن إلى الكوفة ، فلما صار إليها رمي بالحجارة ، وظنوه جاء لحرب العلوي ، فقال : لست بعامل ، إنما أنا رجل وجهت لحرب الأعراب ، فكفوا عنه .

وكان أبو أحمد الطالبي المذكور قد ولاه المعتز الكوفة ، بعدما هزم مزاحم بن خاقان العلوي الذي كان وجه لقتاله بها ، وقد تقدم ذكره ، فعاث أبو أحمد فيها ، وآذى [ ص: 240 ] الناس ، وأخذ أموالهم وضياعهم ، فلما أقام عبد الرحمن بالكوفة لاطفه واستماله ، حتى خالطه أبو أحمد ، وآكله وشاربه ، حتى سار به ، ثم خرج متنزها إلى بستان ، فأمسى وقد عبأ له عبد الرحمن أصحابه ، فقيده ، وسيره إلى بغداد في ربيع الآخر ، ووجدت مع ابن أخ لمحمد بن علي بن خلف العطار كتب من الحسن بن زيد ، فكتب بخبره إلى المعتز ، فكتب إلى محمد بن عبد الله بحمله وحمل الطالبيين المذكورين إلى سامرا ، فحملوا جميعا .

وفيها ولي الحسين بن أبي الشوارب قضاء القضاة .

( وفيها توجه أبو الساج إلى طريق خراسان من قبل محمد بن عبد الله ) .

وفيها عقد لعيسى بن الشيخ على الرملة ، وأنفذ خليفته أبا المغرا إليها ، وعيسى هذا شيباني ، وهو عيسى بن الشيخ بن السليل ، من ولد جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان ، واستولى على فلسطين جميعها ، فلما كان من الأتراك بالعراق ما ذكرناه تغلب على دمشق وأعمالها ، وقطع ما كان يحمل من الشام إلى الخليفة ، واستبد بالأموال .

وفيها كتب وصيف إلى عبد العزيز بن أبي دلف العجلي بتوليته الجبل ، وبعث إليه بخلع ، فتولى ذلك من قبله .

وفيها قتل محمد بن عمرو الشاري بديار ربيعة ، ( قتله خليفة لأيوب بن أحمد في ذي القعدة ) .

وفيها أغار جستان صاحب الديلم مع أحمد بن عيسى بن أحمد العلوي ، [ ص: 241 ] والحسين بن أحمد الكوكبي ، على الري ، فقتلوا ، وسبوا ، وكان بها عبد الله بن عزير ، فهرب منها ، فصالحهم أهل الري على ألفي ألف درهم ، فارتحلوا عنها ، وعاد ابن عزير ، فأخذ أحمد بن عيسى وبعث به إلى نيسابور .

[ الوفيات ]

وفيها مات إسماعيل بن يوسف الطالبي الذي كان فعل بمكة ما فعل .

[ بقية الحوادث ]

وفيها حج بالناس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور .

( وفيها سير محمد بن [ عبد الرحمن ] صاحب الأندلس جيشا إلى بلاد العدو ، فقصدوا ألبة ، والقلاع ، ومدينة مايه وقتلوا من أهلها عددا كثيرا ، ثم قفل الجيش سالمين .

[ بقية الوفيات ]

وفيها توفي محمد بن بشار بندار [ الوفيات ] .

وأبو موسى محمد بن المثنى الزمن البصريان ، وهما من مشايخ البخاري ، و مسلم ، في " الصحيح " ، وكان مولد بندار سنة سبع وستين ومائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية