الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : منع الله رسوله والمؤمنين من طلب المغفرة للمشركين ; لأنه قد قدر ألا تكون ; وأخبر عن ذلك ، وسؤال ما قدر أنه لا يفعله ، وأخبر عنه هنا .

                                                                                                                                                                                                              فإن قيل : فقد { قال النبي صلى الله عليه وسلم حين كسروا رباعيته ، وشجوا وجهه : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون } . فسأل المغفرة لهم .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 593 ] قلنا : عنه أربعة أجوبة :

                                                                                                                                                                                                              الأول : يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي ، وجاء النهي بعده .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنه يحتمل أن يكون ذلك سؤالا في إسقاط حقه عندهم ، لا لسؤال إسقاط حقوق الله ، وللمرء أن يسقط حقه عند المسلم والكافر .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أنه يحتمل أن يطلب المغفرة لهم ; لأنهم أحياء ، مرجو إيمانهم ، يمكن تألفهم بالقول الجميل ، وترغيبهم في الدين بالعفو عنهم . فأما من مات فقد انقطع منه الرجاء .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : أنه يحتمل أن يطلب لهم المغفرة في الدنيا برفع العقوبة عنهم حتى إلى الآخرة ، كما قال الله : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية