الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        7081 حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له أولست فيما شئت قال بلى ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فتبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله تعالى دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي يا رسول الله لا تجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        ثانيهما : حديث أبي هريرة " أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه " في رواية السرخسي " يستأذن ربه في الزرع " .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( فأحب أن أزرع فأسرع ) فيه حذف تقديره فأذن له فزرع فأسرع .

                                                                                                                                                                                                        قوله : فإنه لا يشبعك شيء ) كذا للأكثر بالمعجمة والموحدة من الشبع ، وللمستملي " لا يسعك شيء " بالمهملة بغير موحدة من الوسع .

                                                                                                                                                                                                        قوله : فقال الأعرابي يا رسول الله لا تجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع ) قال الداودي قوله " قرشيا " وهم ؛ لأنه لم يكن لأكثرهم زرع . قلت : وتعليله يرد على نفيه المطلق فإذا ثبت أن لبعضهم زرعا صدق قوله أن الزارع المذكور منهم ، واستشكل قوله لا يشبعك شيء بقوله تعالى في صفة الجنةإن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأجيب بأن نفي الشبع لا يوجب الجوع ؛ لأن بينهما واسطة وهي الكفاية ، وأكل أهل الجنة للتنعم والاستلذاذ لا عن الجوع ، واختلف في الشبع فيها والصواب أن لا شبع فيها إذ لو كان لمنع دوام أكل المستلذ ، والمراد بقوله " لا يشبعك شيء " جنس الآدمي ، وما طبع عليه فهو في طلب الازدياد إلا من شاء الله تعالى ، وقد تقدم شرح الحديث في أواخر " كتاب المزارعة " بعون الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية