الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا

                                                                                                                                                                                                قيل : سمي إدريس ؛ لكثرة دراسته كتاب الله -عز وجل- وكان اسمه أخنوخ ، وهو غير صحيح ؛ لأنه لو كان أفعيلا من الدرس لم يكن فيه إلا سبب واحد وهو العلمية ، فكان منصرفا ، فامتناعه من الصرف دليل العجمة ؛ وكذلك إبليس أعجمي ، وليس من الإبلاس كما يزعمون ، ولا يعقوب من العقب ، ولا إسرائيل بإسرال كما زعم ابن السكيت ، ومن [ ص: 29 ] لم يحقق ولم يتدرب بالصناعة كثرت منه أمثال هذه الهنات . ويجوز أن يكون معنى "إدريس " : في تلك اللغة قريبا من ذلك ، فحسبه الراوي مشتقا من الدرس ، المكان العلي : شرف النبوة والزلفى عند الله ، وقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة ، وهو أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب ، وأول من خاط الثياب ولبسها ، وكانوا يلبسون الجلود ، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنهما - : يرفعه إنه رفع إلى السماء الرابعة ، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما - : إلى السماء السادسة ، وعن الحسن -رضي الله عنه - : إلى الجنة لا شيء أعلى من الجنة ، وعن النابغة الجعدي : أنه لما أنشد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر الذي آخره [من الطويل ] :


                                                                                                                                                                                                بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا



                                                                                                                                                                                                [ ص: 30 ] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : "إلى أين يا أبا ليلى!" قال : إلى الجنة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية