الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                13960 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي القشيري قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، عن أبي حسان ، وخلاس بن عمرو كلاهما يحدثان عن عبد الله بن عتبة بن مسعود : أن ابن مسعود - رضي الله عنه - أتي في رجل تزوج امرأة فمات قبل أن يدخل بها ، ولم يسم لها صداقا ، فاختلفوا إليه في ذلك شهرا أو قريبا من شهر ، فقالوا : ما بد أن تقول فيها ؟ قال : أقضي أن لها صداق امرأة من نسائها ، لا وكس ولا شطط ، ولها الميراث ، وعليها العدة ، فإن يكن صوابا فمن الله ، وإن يكن خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان من ذلك . فقام رهط من أشجع فيهم الجراح ، وأبو سنان فقالوا : نشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في امرأة منا يقال لها بروع بنت واشق ، وكان زوجها يقال له هلال بن مرة الأشجعي ، ففرح ابن مسعود - رضي الله عنه - فرحا شديدا حين وافق قضاؤه قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                ( ورواه ) همام بن يحيى عن قتادة ، عن أبي حسان ورواه هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن خلاس .

                                                                                                                                                ( قال الشيخ ) : هذا الاختلاف في تسمية من روى قصة بروع بنت واشق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يوهن الحديث ؛ فإن جميع هذه الروايات أسانيدها صحاح ، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك ، فكأن بعض الرواة سمى منهم واحدا وبعضهم سمى آخر وبعضهم سمى اثنين وبعضهم أطلق ولم يسم ، وبمثله لا يرد الحديث ، ولولا ثقة من رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان لفرح عبد الله بن مسعود بروايته معنى والله أعلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية