الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 165 ) فصل : ومن كان يتوضأ من ماء يسير يغترف منه بيده ، فغرف منه عند غسل يديه ، لم يؤثر ذلك في الماء . وقال بعض أصحاب الشافعي : يصير الماء مستعملا بغرفه منه ; لأنه موضع غسل اليد ، وهو ناو للوضوء بغسلها ، فأشبه ما لو غمسها في الماء ينوي غسلها فيه . ولنا أن في حديث عبد الله بن زيد { في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دعا بماء ، فذكر وضوءه - إلى أن قال - وغسل وجهه ثلاثا ، ثم أدخل يده فاستخرجها ، وغسل يديه إلى المرفقين ، مرتين ، } وفي حديث عثمان : { ثم غرف بيده اليمنى فصب على ذراعه اليمنى ، فغسلها إلى المرفقين ثلاثا ، ثم غرف بيمينه فغسل يده اليسرى . } رواهما سعيد . وحديث عبد الله بن زيد رواه مسلم ، وغيره ،

                                                                                                                                            وكل من حكى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحك أنه تحرز من اغتراف الماء بيده في موضع غسلها ، ولو كان هذا يفسد الماء كان النبي صلى الله عليه وسلم أحق بمعرفته ، ولوجب عليه بيانه لمسيس الحاجة إليه ، إذ كان هذا لا يعرف بدون البيان ، ولا يتوقاه إلا متحذلق ، وما ذكره لا يصح ; لأن المغترف لم يقصد بغمس يده إلا الاغتراف دون غسلها ، فأشبه من يغوص في البئر لترقية الدلو وعليه جنابة لا يقصد غير ترقيته ، ونية الاغتراف عارضت نية الطهارة فصرفتها . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية