الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15528 6809 - (15958) - (3\483) عن سبرة بن أبي فاكه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقة، فقعد له بطريق الإسلام، فقال له: أتسلم وتذر دينك، ودين آبائك، وآباء أبيك؟ " قال: " فعصاه، فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر وتذر أرضك، وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول " قال: " فعصاه فهاجر " قال: " ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: هو جهد النفس، والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة، ويقسم المال " قال: " فعصاه فجاهد " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فمن فعل ذلك منهم فمات، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة " .

التالي السابق


* قوله : "بأطرقة" : ضبط - بكسر الراء - : جمع طريق .

[ ص: 134 ] * "أتسلم" : أي : كيف تسلم؟

* "في الطول" : - بكسر الطاء وفتح الواو - ، وهو الحبل الذي يشد طرفه في وتد ، والآخر في يد الفرس ، وهذا من كلام الشيطان ، ومقصوده : أن المهاجر يصير كالمقيد في بلاد الغربة ، لا يدور إلا في بيته ، ولا يخالطه إلا بعض معارفه ، فهو كالفرس في طول لا يدور ولا يرعى إلا بقدره؟ بخلاف أهل البلاد؟ فإنهم مبسوطون لا ضيق عليهم ، فأحدهم كالفرس المرسل .

* "جهد النفس" : - بفتح الجيم - بمعنى المشقة والتعب ، والمراد بالمال : الجمال ، والعبيد ونحوهما ، أو المال مطلقا ، وإطلاق الجهد للمشاكلة; أي تنقيصه وإضاعته .

* "وإن غرق" : كسمع .

* * *




الخدمات العلمية